أصبحت ظاهرة (التمثيل) لدى لاعبي كرة القدم الأكثر جدلا في الوقت الراهن؛ نظرا إلى انتشارها بصورة كبيرة في غالبية الدوريات بالعالم، ما سبب عددا من القرارات الخاطئة من حكام المباريات، الذين أصبحوا أبرز ضحايا أصحاب تلك الموهبة من اللاعبين، إما بادعاء تعرضهم للإعاقة داخل منطقة الجزاء أو باستخدام اليد عند إحراز الأهداف، ويدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فرض عقوبة الإيقاف في مثل هذه الحالات بجميع المنافسات الدولية والمحلية، مثلما يتم العمل بها في بطولة كأس العالم لكرة القدم. الإنجليزي يلفت الأنظار وسلطت الأنظار في الأسابيع الأخيرة على الدوري الإنجليزي بعد حادثة الكرواتي إيدواردو دا سيلفا مهاجم آرسنال بعد خداعه حكم المباراة في لقاء فريقه أمام سلتيك في الدوري التمهيدي المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وتم احتساب ركلة جزاء لصالحه، أقيمت بعدها حملة ضد اللاعب لعدد من الأطراف، أبرزهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي أوقفه مباراتين بناءً على تصرفه الأخير، قبل أن يعدل عن قراره ويرفع الإيقاف بقبوله استئناف آرسنال. ويعتبر ديديه دروجبا مهاجم تشلسي من المهاجمين المتهمين بسوء السلوك والاعتماد على التمثيل؛ لكسب تعاطف الحكام معه، وهو ما أكده اللاعب بنفسه في أحد تصاريحه، إلا أنه شدد على ندرة تعمده مثل ذلك الأمر، وأكد أن الحكام لم يحتسبوا لصالحه خطأ غيَّر من مسار مباراة. جون تيري قائد تشلسي كان له تصريح أيضا عن دروجبا، قال فيه: "إن إنكار تمثيل دروجبا أمر صعب". وعلَّق آرسين فينجر المدير الفني لآرسنال عن تلك الظاهرة بقوله: "الغريب أننا نلعب في دوري متى ما ادعى أحد السقوط تمت مكافأته من حكم المباراة، وهذا عكس ما يجب أن يحدث". وأضاف: "لن أتهم حكما بعينه وأنا أتحدث بصورة عامة، وما قلته صحيح بنسبة 100 في المئة". وتناولت الصحف الإنجليزية هذا الأمر بشكل كبير، وبالتحديد عن أبرز اللاعبين المشهورين في الدوري، وطالبت بإقرار اتحاد اللعبة قانونا يعاقب اللاعب عندما يمثل على حكم المباراة بالإيقاف مباراة واحدة على الأقل، إلا أن الحملة الأخيرة تعتبر أقل من سابقتها التي سُلّط الضوء فيها على كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد سابقا، وتم وصفه ب(الممثل البارع) من قبل عدد من المدربين، وكان أبرز ما قيل عنه عبر ساوثجيت مدرب ميدلسبرة بعدما رشح رونالدو لحمل جائزة الأوسكار المقدمة من هوليود لبراعته بالتمثيل. لكن الاتحاد رفض التعليق على الحملات المتواصلة في إنجلترا، ولا يزال يقف صامتا في مثل تلك الحالات. اختلافات في إسبانيا بعيدا عن إنجلترا، تناولت الصحف الإسبانية الموضوع بجدية، وشكلت حزبين، الأول يدافع عن لاعبي برشلونة المهاريين الذين يتعرضون للضرب في محاولة لإيقافهم، بينما كانت الحملة الأخرى ضد تمثيل لاعبي النادي (الكتالوني)، مؤكدين أن ما يقوم به بعض لاعبيه يعد (سخفا) لا يجب السكوت عنه. وبين هذا وذاك بقيت الأمور على نصابها من دون تغيير، ما سبَّب حالة احتقان لدى البعض، خاصة البرتغالي بيبي مدافع الريال الذي اضطر إلى ضرب أحد لاعبي خيتافي وركله مرات عدة لمجرد سقوطه من دون مبرر داخل منطقة الجزاء ليعاقب بعدها بالإيقاف 12 مباراة. إيطاليا وعود من دون تنفيذ وفي إيطاليا يبدو أن اتحاد اللعبة الأكثر حزما من نظيريه السابقين، لكن من ناحية الوعود فقط بعدما أصدر بيانا في 2005 أكد فيه أنه سيستخدم الفيديو للكشف عن الحالات التي يشتبه بها حكم اللقاء إن كان بها أنواع من التمثيل أم لا؟.. وفي حال حدث الأول فإن الخطأ يحتسب، أما إذا حدث عكس ذلك فإن عقوبة الإيقاف مباراتين تكون في انتظار اللاعب. واعتمد الاتحاد حينها على حادثة السيراليوني محمد كالون الذي كان ضمن صفوف إنترميلان حينها بدفعه الحكم بسبب طرده زميله لوتشيانو، وكان الأول قريبا من الحالة ويعلم أن ما فعله لاعب الخصم مجرد تمثيل، بالإضافة إلى حالة أندريه جولي الذي أحرز هدفا بيده، ولم يتم العمل بهذا القرار. وفي الموسم الماضي استدعت الحملة التي تبنتها الصحف المحلية بعد إحراز البرازيلي أدريانو هدفا لصالح فريقه إنتر ميلان باليد في شباك غريمه ميلان، إصدار وعد آخر يؤكد أن استخدام الفيديو بتلك الحالات سيتم قريبا، بيد أنه لم يتم الاعتماد عليه حتى الآن.