يرتكب النصراويون خطأ مدمرا، إن هم سمحوا للضغوطات الجماهيرية والإعلامية، التي تحاصر قيمة مدربهم السيد ديسلفا، بعد كل مباراة يخفق الفريق في بعض فتراتها، أن تغير قناعاتهم بقدرات مدربهم، الذي أعطى مؤشرات متعددة، أنه مدرب المرحلة بالنسبة إلى النصر؛ فهذا المدرب يتسم بالجرأة في عمليات التكوين الفني للفرقة الصفراء، ولا تنقصة الفطنة التدريبية، إضافة إلى شجاعته المتناهية في الرهان على الأسماء الواعدة، ووعيه التدريبي بضرورة مرحلة التكوين الفني للفريق. قد يأخذ البعض على السيد ديسلفا عدم ثباته على تشكيلة واحدة تمنح الفريق قدرا من الانسجام والتفاهم بين اللاعبين، مع كثرة تنقله بين أكثر من نهج تكتيكي، في الكثير من المباريات، وهذه الملاحظات لا يمكن إنكار وجودها، ولكنها جزء مهم من رحلة الفهم الشامل لقدرات اللاعبين، التي يمر بها المدرب؛ لذا فلا يمكن محاسبة المدرب على هذه الملاحظات، خصوصا أنه لم يمض من مشوار الفريق إلا مباريات معدودة لا تمنح الآراء الناقدة شرعية متكاملة، تجعل أحكامها ذات مصداقية فنية.. المدرب سيخطئ، والفريق قد يتعرض لخسائر متوقعة، ولكن الفريق يتقدم في مسيرته الفنية بخطوات ملحوظة، وخارطة التكوين الفني للفريق بكل تضاريسها بدأت ملامحها تتضح بصورة لا لبس فيها، وكل ما يحتاج إليه الفريق ومدربه مساحات من الصبر، خصوصا أن أكثر عناصر الفريق إما حديث عهد بالنصر أو أنه يفتقد الخبرة لصغر سنه.. مشكلة النصراويين، أنهم يعانون تبعات السنوات الماضية، ويريدون تغيير الواقع خلال مباراة واحدة أو مباراتين، وهذا الشعور العاطفي، إن سمح له بأن يتحكم في المشاعر والرؤى، فسيهدم كل ما تم عمله، وسيعود بالفريق إلى نقطة الصفر؛ ما يعني أن النصر سيمضي جزءا من تاريخه وهو في حالة من المراوحة بين المحطة الأولى على مسار الخلاص وبين نقطة البداية.. شخصيا لديَّ قناعة بأن النصر عائد لا محالة، إن تعامل النصراويون، مع واقع فريقهم بعقلانية تقرأ الواقع، وتعرف ضرورات مرحلة التكوين، أمَّا إن سمح للآراء الانفعالية بأن تكهرب الأجواء وتمارس الكثير من الضغوط المربكة، التي ستدمر مسيرة العمل، وتزرع الشك والإحباط في مسار الفريق، فرحيل المدرب، وتدمير الروح المعنوية للاعبين مسألة وقت ليس ببعيد، والعودة إلى النقطة (صفر) والتفتيش عن رحلة أمل آخر ستتكرر، كما يحدث دائما لكل من يلتفت إلى متاعبه الماضية. على إدارة الأمير فيصل بن تركي، أن تمضي في تصوراتها وقناعاتها، فالفريق يضم أسماء يمكن الرهان عليها، ومدرب الفريق هو مدرب المرحلة، بشرط أن يكون جهز فريقا يلعب كرة القدم وفق مفاهيمها الصحيحة، وهو الهدف المنشود، أما إن قاد العمل هاجس البطولة وضغوطات الإخفاقات السابقة، فسيمر (عام التكوين) بلا تكوين فريق يبهج محبيه ولن يظفر ببطولة.