أوصى الشرع باليتيم، وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وقال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، والآيات والأحاديث كثيرة في التوجيهات الإلهية بشأنه. ومن هذا المنطلق شارك نادي جدة التطوعي في الحفل الذي نظمته جمعية البر بجدة للأيتام بمناسبة عيد الفطر المبارك؛ وذلك لإدخال الفرحة في نفوسهم، من خلال توزيع الحلوى والعيديات، وكذلك الكثير من البرامج التي رسمت البهجة في نفوسهم. كما شارك مجموعة من طلاب وطالبات السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود في ثلاثة برامج معايدة خلال أيام عيد الفطر المبارك ضمن نشاط فريق (كن إيجابيا)، وقدموا برنامجا في دار الملاحظة الاجتماعية تضمن دورة تدريبية حول التغيير الحقيقي، وكذلك هدايا معايدة إلى أعضاء الدار، وشاركوهم في فقرة المسابقات الثقافية وبعض الفقرات الترفيهية التي قدمتها فرقة بوارق الترفيهية، التي لاقت الاستحسان وأدخلت السرور على أعضاء الدار. كما شاركت الطالبات ببرنامج في دار العجزة، خصوصا في (الحنّاء) للعجزة، كما قدمن حكايات شعبية وقصصا طريفة للترفيه. فئات عزيزة تؤكد إحدى المتطوعات في نادي جدة، أنها حين قررت مشاركة النادي في حفل الأيتام بجمعية البر، كانت تحقق حلما يراودها منذ فترة طويلة، وهو المساهمة في التنوير بضرورة مشاركة الجميع لهذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع. مبينة، أنها شعرت بسعادة غامرة عندما رأت أيتام جمعية البر ودار الحضانة والأطفال المعاقين مجتمعين في مكان واحد وهم يتشاركون فرحة العيد في حضن جمعية البر بجدة. وعن أجواء الاحتفال قالت: “بدأت الحفلة مبكرا منذ السابعة والنصف مساء، وكان حضور المتطوعات للمشاركة في اليوم هو الأبرز، وعدد الأطفال الكبير كان يشكل تحديا بارزا في كيفية التعامل معهم، وبث البهجة في نفوسهم وتوجيههم نحو الأركان المختلفة، ومنها ركن التلوين والتلوين بالرمل، وركن الفنون، وكذلك الرسم على الوجوه، والحلوى، والمسابقات، والأناشيد، والإكسسوارات، إضافة إلى ركن الرسم على الملابس. وأضافت: “مرت السويعات طويلا حتى حل موعد توزيع العيديات والهدايا، وتفاعل الأطفال مع الأناشيد والأنشطة الحركية؛ ليكون الختام مع رقص يعكس فرحتهم وبهجتهم، حتى انتهى الحفل سريعا والأطفال يرفضون العشاء المبكر وانتهاء حصة اللعب والمرح”. مشيرة إلى أن الحفلة لم تكن الأولى وإنما سبقتها مسيرة إنجازات تطوعية للنادي، بدأت فكرته عبر موقع عالم التطوع العربي لتعمم فكرة الأندية الإلكترونية الافتراضية التي لا تمتلك مقار على أرض الواقع، وإنما غرف (إنترنتية) خاصة للاتفاق والمناقشات وبلورة المشاريع، ومنها أثبتنا أن التقنية هي وسيلة لعمل مشاريع جبارة، منها كسوة العيد التي أقمنها ل150 أسرة. طعم خاص وتبين المنسقة العامة لنادي جدة التطوعي بقولها: “كنا ننتظر الحفلة منذ العام الماضي ونخطط لها، على الرغم من أننا قبل الإجازة نظمنا حفل يوم اليتيم العربي”. مؤكدة، أن العيد مع الأيتام له طعم خاص وشعور بالبهجة يبعث الرضا في النفوس. وذكرت: “مشاركتهم العيد واللعب معهم يجعل العيد غير بكل المقاييس، وهناك فرق بين عيدي في السابق وعيدي هذا العام؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أحاديث كثيرة تحثّ المسلم على الاهتمام باليتيم، فحين أمسح على رأسه وأحتضنه وألعب معه وأرى البسمة البريئة بادية على محياه أشعر برضا داخلي”. وأشارت إلى أنها اكتسبت من المشاركة في الاحتفال العمل والتفاني والمحبة والتعاون والعمل الجماعي. وحول بداية انطلاقتها في العمل، أوضحت أن هذه هي السنة الثانية، وأن بدايتها كانت العام الماضي من خلال اشتراكها في أنشطة نادي جدة؛ ليتم ترقيتها إلى منسقة بالصدفة في آخر أيام رمضان. بصمة لن تنسى وتشير سلوى السلمي، ممرضة بمستشفى فهد العام ومنسقة مشاريع بالنادي، إلى أن مشروع كسوة العيد والأسر المحتاجة ومعايدة الأيتام أضافت إلى عيدها بهجة خاصة، على الرغم من أنها لم تشترِ أي شيء لنفسها طوال الشهر؛ لانهماكها الشديد في توفير مستلزمات المشاريع. وقالت: “انتظرت الاحتفال مع الأيتام بفارغ الصبر؛ لأنه سجل بصمة لن تنسى في حياتي”. مؤكدة، أن أسرتها لم تعترض على مشاركتها في العمل بالنادي، مبينة، أن والدتها اطمأنت بعد معرفتها بما يقمن به من مشاريع وعدد المتطوعات. إلى ذلك، أكدت 33 متطوعة سعادتهن بهذا اليوم والمشاركة في فرحة الأيتام والمعاقين. (كن إيجابيا).. مشاركة مجتمعية ويؤكد الدكتور عبدالعزيز العثمان، عميد السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود، أن البرامج تأتي ضمن حرص الجامعة على المشاركة المجتمعية الفاعلة، وتعزيز سلوكيات العمل التطوعي لدى الطلاب والطالبات من خلالها، وإعداد جيل يشعر بالمسؤولية تجاه أفراد مجتمعه وقادر على البذل والعطاء انطلاقا من تعاليم ديننا الحنيف، إضافة إلى ما يكتسبه الطلاب والطالبات من مهارات تعود عليهم بالنفع والفائدة. مبينا أن فريق كن إيجابيا انطلق من عمادة السنة التحضيرية؛ لنشر الفكر الإيجابي وروح التفاؤل التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف. وأوضح العثمان، أن هناك الكثير من المبادرات التي سيقدمها الفريق خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن الفعاليات تنطلق من رؤية ورسالة الجامعة والسنة التحضيرية التي تسعى إلى بناء جسور من التعاون بين الجامعة والمجتمع وتسهم في غرس حب العمل التطوعي لدى الطلاب والطالبات؛ وذلك لمزيد من الانتماء إلى وطن يستحق منا جميعا بذل كل ما نستطيع في سبيل رقيه وازدهاره.