فتح الإعلامي عوض القحطاني، المستشار بوزارة الثقافة والإعلام، النار على مسؤولي القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، وذكر أن الكل يتطور في التلفزيون ماعدا القناة الأولى، التي تعاني عدم التوفيق في وجود كفاءة قيادية في القناة، وقال في حديث خص به “شمس”: “ساهمت القيادة الحالية للقناة في نفور عدد من المواهب والمبدعين في مجال التقديم التلفزيوني” وتابع: “كل القنوات التابعة للتلفزيون تطورت ماعدا القناة الأولى، والتي لم تتوفق في القيادة، وكانت سببا في هروب كثير من المبدعين إلى الفضائيات الأخرى، ومنهم على سبيل المثال: المذيع علي الظفيري، الذي لم يجد الفرصة الكافية وذهب إلى قناة الجزيرة”. وذكر أن عدم وجود قائد له خطة وسياسة إعلامية، ولديه هاجس التطوير، سبب فيما وصلت إليه القناة، وقال: “نحن لا نعيش أيام أول، ولكن القناة الأولى للأسف أصرت على ذلك، ولا يعلمون أن الواقع من حولنا يشهد طفرة إعلامية” مستشهدا في الوقت نفسه بقناة (الراي) الكويتية والإنجازات التي حققتها في فترة وجيزة من ناحية التطوير والكوادر، والعمل الذي أوصلها للنجاح. وأكد القحطاني أنه لا يعرف السر في مشكلة القناة الأولى، وأنها (مكانك راوح) وبرامجها منذ بداية البث كلها (ندوة) في (ندوة) ولم يعد وجود لبرامج زمان الماتعة، مثل (أحلى الليالي)، (شريط المنوعات)، (ما يطلبه المشاهدون)، (ليلة خميس) و(بستان زهرة)، مشيرا إلى أن الناس يشعرون بفقدهم لهذه البرامج في ظل انعدام الترفيه على القناة الأولى. وأوضح أن العاملين في القناة، من معدين وكوادر، لديهم أمل في الوزير الذي يقود التطوير والتغيير؛ حتى تعود القناة مثلما كانت. وجوابا على سؤال حول عدم استقطاب كوادر وطواقم عمل من الخارج، قال القحطاني: “الكوادر موجودة، ولكن المشكلة تكمن في العقلية التي لا تعرف كيف تتعامل معهم، وتدير الأمور بأفكار (30) سنة ماضية، وليس بروح (2009)، وهذا ما جعل قنوات مثل اليمن وعمان والإمارات، تتطور وتسبقنا؛ على الرغم من أننا كنا متقدمين عليهم” وأضاف بحرقة: “انظر إلى تلفزيون دبي وأبو ظبي، يدفعون على المسلسلات، وهي مسلسلات، خمسة ملايين دولار، فما بالك بمصروفاتهم على القناة نفسها، وعلى تطوير أداء كوادرها؟ ونحن لسنا قاصرين عنهم، ولدينا المادة والكوادر، والصرف على الإعلام لدينا بشكل كبير، والدولة تطلب منا شيئا واحدا، وهو اتباع (سياسة المملكة العربية السعودية)، ونحن كلنا أبناء هذا الوطن وحريصون على سياستنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا”. ونفى المستشار الإعلامي بوزارة الثقافة والإعلام أن تكون هناك قيود على القناة الأولى. وقال: “إن القيود تأتي من (المتخلفين عقليا) وهذه العقليات لا بد أن تتغير حتى تتغير القناة معها” موضحا أن هناك شبابا سعوديا يحمل أفكارا تطويرية كبيرة، ونماذج فكرية ناجحة، وهناك أمثلة كثيرة، وقد لاحظ الجميع أن الكثيرين أتوا إلى التلفزيون وجلسوا فترة، ثم رحلوا بسبب تعرضهم للمضايقات، على حد قوله؛ مثل بتال القوس، علي الظفيري، ومساعد الحريص، والذين تعرضوا للمضايقات لأسباب مزاجية (هذا نبغاه وهذا ما نبغاه). هذا بالنسبة للقناة الأولى، أما من جانب آخر، فقد امتدح القحطاني أداء القنوات الأخرى في التلفزيون، والتي تغيرت تغيرا ملحوظا، على حد وصفه؛ مثل القناة الثانية والقناة الرياضية، بعد أن تم تسلمهما من عادل عصام الدين؛ إضافة إلى القناة الإخبارية. وأضاف: “وزارة الثقافة والإعلام والتلفزيون السعودي، تشهد نقلة نوعية منذ مجيء الوزير ورجل الإعلام الأول، الدكتور عبدالعزيز خوجة، فهو حقق النجاح، والتلفزيون بدأ بالتحرك والتطور، وهناك قناة جديدة (أجيال) ستبث للأطفال في ظل الزوبعة الفضائية التي أثرت على أطفالنا، وتنشر السلوكيات الخاطئة، ونتمنى أن يواكب ركب التطور القناة الأولى”. مختتما حديثه بمطالبته بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع القناة الأولى وإعادة النظر فيها.