سجلت الأعمال الخليجية، العام الجاري، حضورا كبيرا في عددها، ما تسبب في حالة توهان للمشاهد من كثرة هذه الأعمال، التي شهدت أيضا حالات تشابه غريبة.. وركزت في طرحها على عدد من القضايا اللحظية، التي زامنت الوقت الذي يمر به الناس في الفترة الحالية؛ مثل الأزمات الاقتصادية، والغلاء، وغير ذلك من القضايا المهمة، “شمس” ألقت نظرة على هذه الأعمال ودونت بعض المفارقات في التقرير الآتي: “سنجر” تشغلهم تصدى عدد من كتاب الدراما السعودية للحديث حول إشاعة “سنجر” التي شغلت المجتمع السعودي في الفترة الماضية، حيث اتضح تأثير الشائعة على الأعمال المعروضة في الشهر الفضيل، حيث طرحت مشكلة الإشاعة في عدد من المسلسلات، وعلى رأسها “طاش ما طاش”، “وراك وراك” و “بيني وبينك”، وكل مسلسل طرح المشكلة وعالجها من منظوره الخاص. التراجيديا للنساء فقط استطاعت كاتبات الأعمال الخليجية، سحب البساط من الكتاب الذكور، حيث حصدن أصداء كبيرة على أعمالهن التراجيدية، بدءا بمسلسل (أم البنات) للكاتبة هبة مشاري حمادة، والذي نجح في كسب تعاطف الجمهور مع الفنانة سعاد عبدالله وبناتها أمام سطوة الأب (غانم الصالح)، واستطاعت أن تؤكد هبة مشاري أن نجاحها العام الماضي في مسلسل (فضة قلبها أبيض) لم يكن وليد الصدفة. وواصلت الكاتبة وداد الكواري، خطها الدرامي المعروف من خلال مسلسل (قلوب للإيجار)، وحظي العمل بردود فعل جيدة، وناقش أزمة العقارات والغلاء والجشع الذي أعمى عيون البعض. مشاهد تشبه مشاهد المتابع بدقة لعشرات المسلسلات التي تعرض على القنوات الفضائية، يلاحظ أن هناك مشاهد تتكرر بالصدفة بين عمل وآخر، فمشهد التبرع بالكلى في مسلسل (طاش ما طاش) في الجزء الثاني من حلقة المقالب، هو تقريبا يدور في نفس فكرة مشهد التبرع بالكلى في مسلسل (بيني وبينك)، في الأولى كانت عملية التبرع نصبة كبرى من الواصل، وفي طاش ما طاش، كان التبرع مقلبا من القصبي مع رفيقه عبدالله السدحان، وليس عند هذا الحد فحسب، بل حتى على المستوى الفردي، أغنية (بوس الواوا) التي يرددها الفنان عمر الديني في (بيني وبينك)، رددها الفنان خالد تاجا في مسلسل (زمن العار) بنفس الأسلوب الساخر. أيضا مشهد المكفوفين الذي قام به مناحي ودنحي، تكرر في إطار تراجيدي في مسلسل (دمعة يتيم) الذي يعرض على قناة الوطن الكويتية. لميس الدراما السعودية الهوس الكبير الذي استطاعت تحقيقه الأعمال التركية في الفترة الماضية، من خلال مسلسلي (سنوات الضياع) و(نور) كان حاضرا بقوة في الأعمال الرمضانية السعودية، وذلك من خلال ال (إفيهات) والمشاهد، بل استعان طاقم (بيني وبينك) ب (لميس) و (نور) واستغلا ظهور النجمتين بحثا عن إضافة للعمل. ونفس الحكاية مع الفنان فهد الحيان في مسلسل (غشمشم) حيث سافر إلى تركيا من أجل تصوير حلقة بعنوان (سنوات الضياع) يسلط من خلالها الضوء على التجربة التركية.