استثمرت مجموعة من الفتيات السعوديات، الإقبال الكبير الذي تشهده المعارض التسويقية، التي تنظمها المؤسسات الخاصة على مدار العام، لتسويق منتجات مشاريعهن الصغيرة، وهي المشاريع التي تنطلق أفكارها من منازلهن، وتعمد الفتيات من خلال ذلك إلى الهروب من شبح البطالة، الذي بات يؤرق عددا لا بأس به من خريجات الجامعة سنويا. وبهذه الأفكار وتلك المشروعات، تكون تلك الفتيات قد تركن خلفهن أعدادا كبيرة من مثيلاتهن، ينتظرن الوظيفة، ويرزحن تحت وطأة البطالة، التي وصلت إلى معدلات عالية خلال السنوات الأخيرة، وقد أسفرت تلك المعدلات عن وجود 182.987 من الإناث بلا عمل، وبنسبة بطالة قاربت 27 في المئة وفقا لنتائج بحث القوى العاملة في عام 2007. رسم ومشغولات وتتنوع المنتجات التي أبدعت في تقديمها تلك الفتيات، بين الرسم على ال “تي شيرتات” والرسم على الألواح، كما تقوم الفتيات بتصميم الملبوسات وبيعها، وتغليف الحلوى والشوكولاتة، علاوة على تنفيذ المشغولات اليدوية؛ وهذه الأخيرة أظهرت ارتفاع الحس الفني لدى الفتاة السعودية، فيما تسعى الفتيات جاهدات لتسويق منتجاتهن في المعارض والبازارات، حيث تلاقي استحسانا وإقبالا من قِبل السيدات على اختلاف أعمارهن. حقوق الملكية أم خالد، واحدة من تلك الفتيات التي تمتلك مشروعا صغيرا في منزلها، وتنتج فيه المشغولات اليدوية والطباعة على الإكسسوارات بتقنية الحاسب الآلي، وهي تطالب بوجوب “حماية حقوقنا الفكرية، بإصدار تراخيص العمل من المنزل”. وأوضحت أم خالد، أن مشاركتها في المعارض والبازارات التي تنظم بين فترة وأخرى، تنبع من رغبتها في تسويق منتجاتها، والوصول إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع. بيد أن أم خالد، تراجعت في الآونة الأخيرة عن سلوك هذا الطريق في تسويق منتجاتها، واكتفت بتوزيع البروشورات الإعلانية، وتعلل أم خالد ذلك بارتفاع أسعار الإيجارات التي تحددها الشركات المنظمة على الأركان المخصصة للعرض في المعارض، وهي أسعار تفوق قدرتها على الدفع. وتطالب أم خالد بالسماح للسيدات السعوديات باستصدار تراخيص من المنزل، تحمي حقوقهن الفكرية، وتسجل أعمالهن كعلامة تجارية تحت مظلة الغرف التجارية في المناطق؛ لافتة إلى أنها تحجم عن الإعلان أو التسويق عبر شبكة الإنترنت؛ خوفا على أفكارها من السرقة والضياع. الدعم المطلوب وتضيف أم خالد: “ما نحتاج إليه كسعوديات صاحبات مهنة وحرفة، ليس الدعم المادي فحسب؛ وإنما نحتاج أيضا إلى التوجيه وإسداء النصح من قِبل أصحاب الخبرة والمختصين والضليعين في عالم المال والأعمال”. وترفض تلك “الدورات النظرية التي تقوم بتنظيمها الغرف التجارية الصناعية بالرياض، وتصل رسومها إلى 1500 ريال لمدة يومين”. كما تطالب “بتخصيص نسبة بسيطة من الإيجارات في معارض الشركات المنظمة، كدعم من قِبل القطاع الخاص لهذه الشريحة من النساء”. ياسمين والشوكولاتة أما ياسمين الدوسري، فتؤكد أن عدم حصولها على وظيفة في مجال تخصصها، وهو إدارة الأعمال، كان السبب الرئيس في جعلها تسلك طريق احتراف مهنة بسيطة تعود عليها بالفائدة المادية والمعنوية. وأضافت: “عمدت إلى استيراد أنواع معينة من الشوكولاتة من لبنان، وعملت على تغليفها وتزيينها حسب الطلب والمناسبة، وبأشكال وطرق تبهر الناظر، وتضفي عليها رونقا خاصا بها”. فن الرسم وتشير نجلاء عبدالله، إلى أنها بدأت منذ ما يقارب أربع سنوات في التنقل عبر المعارض المتخصصة بالفن التشكيلي والبازارات لتسويق منتجاتها، وتوضح أن تلك المنتجات تشمل الرسم على ال “تي شيرتات” والرسم على اللوح. وتذكر نجلاء أنها أوقفت نشاط الرسم على ال “تي شيرت” مؤخرا؛ وتعلل ذلك ب “اقتحام مجموعة من الفتيات هذه الحرفة، بدأن بالرسم على ال (تي شيرت) وهن لا يُجدن فن الرسم واستخدام الألوان”. وتؤكد نجلاء أن “موهبة الرسم على اللوح والتعامل مع الألوان فن راق، ولا أحد يجيدها أو يتقنها بسهولة”. وأضافت أن هذا حدا بها للاكتفاء بالرسم على اللوح، وعرض لوحاتها من خلال معارض متخصصة بالفن التشكيلي، كتجارة تعزز قدراتها الفنية التي تتمتع بها منذ الصغر.