أكدت باحثة سعودية أنه لا توجد علاقة بين الذكاء الوجداني والسلوك العدواني عند الأطفال، وذلك ما يعني أن ارتفاع درجات الذكاء الوجداني لا يحول دون عدوان الأطفال، وأكدت نادية السيف المحاضرة بقسم رياض الأطفال في كلية التربية لإعداد المعلمات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أن فهم الانفعالات الذاتية لدى الطفل وفهم مشاعره ربما يساعد على التنفيس والتعبير، حيث يرى بعض العلماء أن العدوانية ضرورة نفسية لا بد منها، فمرور الشخص بحالات الغضب والعدوان لا يتعارض مع كونه يتميز بالذكاء الوجداني؛ لأن هذا يتوافق مع الشروط الإنسانية. وبحسب العلماء فإن الذكاء الوجداني هو القدرة على فهم الانفعالات الذاتية والتحكم فيها وتنظيمها وفق فهم انفعالات الآخرين والتعامل في المواقف الحياتية وفق ذلك، ويرى بعضهم أنه القدرة على فهم الانفعالات الذاتية للآخرين وتنظيمها للرقي بكل من الانفعال والتفكير، وهو ذكاء يميز الأفراد الذين يحاولون التحكم في مشاعرهم ومراقبة مشاعر الآخرين وتنظيم انفعالاتهم وفهمها، ويمكنهم ذلك من استخدام استراتيجيات سلوكية للتحكم الذاتي في المشاعر والانفعالات. ومرتفعو الذكاء الانفعالي يحتمل أن تكون لديهم القدرة على مراقبة انفعالاتهم ومشاعرهم والتحكم فيها والحساسية لها وتنظيم تلك الانفعالات وفق انفعالاتهم ومشاعر الآخرين. وأوضحت السيف أنها طبقت مقياس الذكاء الوجداني ومكوناته على 315 طفلا وطفلة من أطفال الروضات الأهلية والحكومية بمدينة الرياض، واشتملت عينة الدراسة على 176 من الذكور و 139 من الإناث من عمر (5-6) سنوات، مشيرة الى أنها واجهت عدة صعوبات أثناء التطبيق تمثلت في رفض بعض الأطفال أو خجلهم أو تغيبهم، إضافة الى صعوبة جذب انتباههم لمدة طويلة. وذكرت أن الطفل الذي يتمتع بصحة وجدانية هو الطفل الذي حسنت معاملته وتنشئته في ظل والدين عطوفين، وهو طفل تنطبق عليه شروط وظروف محددة تشمل عدم تحميله ما لا يطيق من الأعباء والمسؤوليات، وعدم مطالبته بتحقيق إنجازات فوق قدراته وإمكاناته، ويتعلم كيف يمنح الحب والتقدير للآخرين كما يتعلم كيف يتلقاه، ويقدر العدالة ويتعامل بها مع الآخرين، ويجد مناخا مشجعا على تنمية مواهبه وإمكاناته الفنية والحركية والاجتماعية، إضافة الى أن تعلمه في ظل تنشئة والديه يسمح له أن يتحكم المخ المفكر لديه في المخ الانفعالي. وأكدت الباحثة أنه مع هذه الأهمية البالغة للصحة الوجدانية، لا تلقى للأسف التربية الوجدانية ما تستحق من اهتمام ورعاية من جانب المربين سواء من الآباء في المنازل أو من المعلمين في المدارس، التي تقتصر على الجوانب المعرفية، حتى إنها لا تهتم بكل الجوانب المعرفية مثل تعلم التفكير الناقد والإبداعي، بل تحصر معظم جهودها في الجوانب التحصيلية المعتمدة على التذكر والاسترجاع. وأضافت أن هناك فرصة ذهبية لتنمية الجوانب الوجدانية في شخصية أطفالنا قبل أن تنمو الأجهزة الفيزيولوجية التي تسبب طغيان المخ الانفعالي على المخ المفكر، التي تسبب الانسياق وراء العواطف الهائجة وهي أجهزة تنمو في سن المراهقة؛ لأن الوجدان الذكي أحسن مؤشر لنجاح الفرد في مختلف جوانب الحياة. وأشارت الى أنه من نتائج بحثها اكتشفت عدم وجود فروق بين الذكور والإناث في مكونات الذكاء الوجداني، بينما تشير النتائج إلى وجود فروق بين الذكور والإناث في السلوك العدواني لصالح الذكور.