أخرج من عملي الذي شاء الله أن يكون مسائيا، لأصطدم بالرياض تغلق أبوابها! نعم إنها الرياض مدينة فسيحة تترامى أطرافها، لكنها لا تتمالك نفسها ليلا! ترتبك وتتلعثم عندما تقترب عقارب الساعة من الثانية عشرة وتقفل. فيما مضى كانت الرياض تحتضر بزحامها، وقد أتاها الآن قرار أزهق روحها الليلية، الآن لا يمكنك ترديد “آه ما أرق الرياض تالي الليل”، ولا يمكنك حتى استبدالها ب”تالي الصبح!” فصباحات الرياض خشنة لا تعرف الرقة. زادها خشونة خفافيش الليل عندما دفع بهم القرار ليصبحوا “صباحيين”، ويزيدون زحمة ساعاتها الأولى اختناقا. أخرج من عملي المسائي الذي اضطرتني له الظروف، وجعلتني أسهر الليل أخدم الرياض، لتستقبلني بجفاء لا يمكنني الحصول معه حتى على “نصف حبة فلافل” أو فطيرة جبن! مواطن مسائي