لا يجهل كثيرون منا قصة المرأة السعودية التي عاد لها صوتها بعد انقطاع لفترة غير قصيرة، بفضل من الله ثم بفضل أبحاث كرسي أمراض الصوت والبلع.. لكن هذا الكرسي مثل غيره من الكراسي، يعاني من مشكلات، ويحتاج إلى دعم.. مع العلم أن الدولة تدعم مثل هذه الكراسي وتقدم لها كافة التسهيلات.. لكن مشاركة القطاع الخاص في دعم البحث العلمي للوصول إلى دور متكامل مع مؤسساته، لا يزال ضعيفا. مليونا ريال ويعد كرسي أبحاث أمراض الصوت والبلع الأول في مجال تخصصه، على مستوى السعودية والشرق الأوسط.. ومع ذلك فما زال المشرفون عليه يقفون مكتوفي الأيدي، بعد عدة محاولات لحث أي جهة أو أي رجل أعمال على تبني الكرسي ودعمه ماديا؛ إذ يحتاج الكرسي إلى مليوني ريال سنويا، كي يستطيع أداء مهامه، وتحقيق الأهداف المرجوة منه. البحث عن مموِّل من جهته، أوضح الدكتور خالد بن حسن المالكي استشاري وأستاذ مساعد طب الصوت والتخاطب والبلع بمستشفى الملك سعود الجامعي بالرياض والمشرف على كرسي أبحاث أمراض الصوت والبلع، أن الجامعة لا تزال هي المتبنية للكرسي حتى الوقت الراهن. وأضاف: “كما جرت العادة ولدعم الكرسي بشكل أكبر، فقد كلفت الجامعة المشرفين على الكراسي، بالبحث عن ممولين من خارج الجامعة، ولا يزال البحث جاريا”. وقال المالكي: “في الحقيقة لقد عرضت أهداف الكرسي والمخرجات المتوقعة منه على عدد من الشخصيات المهمة في المجتمع”. وأضاف: “لكني لم أتلق، للأسف، الموافقة على تمويل الكرسي من أي منهم”. وأشار إلى أن “السبب يبدو في عدم وضوح أهمية البحث العلمي بشكل عام، والبحث العلمي في مجال أمراض الصوت والبلع بشكل خاص”. التقصير وأكد المالكي أن “التقصير حاصل من الجميع؛ أي من الفريق العلمي والإعلام والمسؤولين والمجتمع”. وأضاف: “لذا فقد بدأ الفريق العلمي للكرسي في الاهتمام بالتعريف بأنشطته والأهداف التي ينوي تحقيقها”. وأوضح أن من تلك الأهداف “تحقيق التعاون والتكامل بين جامعة الملك سعود والمراكز العلمية والبحثية المحلية والعالمية”. وأشار المالكي إلى أهمية “المشاركة في خدمة المجتمع السعودي والعربي، وتوعيته في مجال تخصص الكرسي”. وأوضح ضرورة “الوصول بكلية الطب في جامعة الملك سعود إلى مستوى المرجعية المحلية والعربية والعالمية في مجال أمراض الصوت والبلع، إضافة إلى خدمة المجتمع السعودي بتشخيص وعلاج أمراض الصوت والبلع فيه، والبحث عن أفضل الطرق للوقاية من هذه الأمراض”. مرجع علمي وأكد المالكي أهمية “تأسيس أرضية خصبة للأجيال القادمة في المجال البحثي والمعرفي ونقل التقنية في مجال الكرسي”. وأعرب عن أمل الفريق العلمي للكرسي في أن “يحقق رؤيته في أن يكون المرجع العلمي والبحثي الأول في مجال أمراض الصوت والبلع في السعودية، وكذلك عربيا وإقليميا وعالميا”. وأوضح أن “الكرسي يحتاج إلى ما لا يقل عن مليوني ريال في السنة، ليحقق أهدافه والمخرجات المتوقعة منه ومنها”.