أشارت إحصاءات دقيقة تم الكشف عنها أخيرا إلى أن طفلا من بين 800 طفل سعودي يولد مصابا ويعاني إعاقة مختلفة؛ نتيجة لزواج الأقارب، وهي نسبة عالية جدا مقارنة بالدول العربية وحتى الأجنبية، حيث نسبة الإصابة في دولة مثل أمريكا هي حالة بين أربعة آلاف حالة. وبلغت نسبة إصابة المواليد الجدد في السعودية بأمراض الاستقلاب والغدد، التي كشف عنها البرنامج الوطني للكشف المبكر على حديثي الولادة لأمراض الأيض والغدد الصماء 1.77 في المئة، وذلك بعد أن أظهرت النتائج إصابة 254 حالة من بين أكثر من 204 آلاف مولود خضعوا للفحوص منذ إطلاق البرنامج في 1425ه. ويتلخص الهدف الرئيس من الكشف المبكر على المواليد في اكتشاف وعلاج أمراض معينة لتقليل نسب الإعاقة والوفيات خلال الطفولة المبكرة، حيث كشفت إحصاءات وزارة الصحة أن عدد حديثي الولادة المصابين بالإعاقة في السعودية يبلغ 500 طفل سنويا، تصل تكلفة علاجهم سنويا إلى نحو 50 مليون ريال. وكانت السعودية أطلقت في 2005 برنامجا وطنيا للكشف المبكر على حديثي الولادة لأمراض الأيض والغدد الصماء، وتشمل 16 مرضا؛ لأنها تعد من أكثر دول العالم في الإصابة بالأمراض المسببة للإعاقات المختلفة عند الأطفال حديثي الولادة نتيجة زواج الأقارب. وقال الدكتور أيمن بن عبدالعزيز السليمان (عالم مشارك ومستشار وراثي بمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض): »إن فحص المواليد الجدد يعد مهما؛ لأن البعض يبدو سليما بعد الولادة فيما هو مصاب ببعض الأمراض التي لا تظهر أعراضها بعد الولادة مباشرة، بل تحتاج إلى وقت«، مشيرا إلى أن الكشف المبكر يساعد على التقليل من المشكلات الصحية الحادة عندما يتم الكشف عليها مبكرا بعد الولادة والتي تساعد على تفادي الكثير من المشكلات المرضية. وأضاف السليمان: »إن هناك أمراضا يمكن الوقاية منها، إما بإعطاء الطفل رضعة خاصة أو بتجنب الصوم والبعض يحتاج إلى علاج مكثف.. ويتم الفحص المبكر بأخذ قطرات دم من كعب المولود خلال 24 إلى 72 ساعة من الولادة، ثم ترسل العينة إلى المختبر؛ لفحصها باستخدام أحدث التقنيات الطبية، وعندما تكون نتيجة الفحص إيجابية يتم إبلاغ الوالدين مباشرة بالنتيجة؛ حتى يتسنى لهما اتخاذ الإجراءات الملائمة«. يشار إلى أن أول برنامج لفحص المواليد الجدد كان في عام 1980 في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، حيث فحص أكثر من 51 ألف عينة خلال الفترة من 1996 وحتى 2004 وكشفت عن وجود 76 عينة مصابة.