يفضل الكثير من (المعرسين) الجدد استعارة البشوت من زملائهم، بدلا من شرائها من أجل ليلة واحدة.. ويلاحظ عدم إقبال الغالبية من المقبلين على الزواج، وخصوصا من الشباب، على شراء أي شيء يخص هذا الأمر.. ويرجع هذا إلى الاعتقاد بأن هذا الأمر به نوع من الإسراف الذي لا يستحق؛ فأسعار البشوت مرتفعة نوعا ما، و(المعرس) يفضل أن يستلف بشت قريب أو صديق سبق أن تزوج به، كإعارة لمدة ليلة واحدة فقط.. ومن ثم يعود البشت إلى صاحبه الأصلي، الذي بدوره يعيره إلى شخص آخر محتاج إليه دون مقابل.. لكن الجديد في هذا الأمر هو وجود بعض المحال التجارية المتخصصة أساسا ببيع البشوت، تؤجر بشوتها على (المعرسين) الجدد، بمبالغ قد لا تصل إلى سعر البشت، لكن به مبالغة نوعا ما. ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة الجديدة نوعا ما في مجتمعنا المعروف بشيء من الثراء والرفاهية استطلعت “شمس” آراء عدد من الشباب المهتمين بهذا الشأن: حكاية بشتي في البداية؛ يذكر عبدالله السهلي أن “للبشت حكاية بقيت عالقة في ذهني إلى الآن، أنا وبعض الأقارب”. ويوضح: “عندما نويت أن أتزوج اتصلت بأحد زملائي المقربين لي، وطلبت منه البشت الخاص به، من أجل أن أتزوج”. ويضيف: “قال لي أبشر، وذكر لي أنه هو الذي سيغسل البشت، وأيضا يتولى كيه، وجلبه لي بالفندق ليلة الزفاف”. ويقول السهلي: “في تلك الليلة المشهودة حدث ما لم أكن أتوقعه”. ويضيف: “لقد ظللت أتصل بصديقي لعشرات المرات، لكن لم يجب”. يوضح: “ساعتها قررت الاتصال بأحد إخوتي، وهو أكبر مني سنا، ليأتني ببشت إلى الفندق”. ويذكر السهلي: “الحمد لله أتممت زواجي ببشت أخي الأكبر”. ويؤكد السهلي أن “إعارة البشوت من بعض الأصدقاء أو الأقارب، تعتبر بادرة طيبة، تسهل كثيرا على المتزوج في عدم البحث عن بشت، وترحمه من معاناة اختياره”. ويضيف: “المقبل على الزواج يعاني من قلة التركيز على الكماليات”. ويوضح أنه “يشغل وقته بتجهيز الأمور المهمة، مثل السكن، وخلافه”ويعتقد السهلي أن “مسألة الإعاره تعد مبادرة طيبة”. ويتمنى أن “تستمر بين الشباب لأن الأمر هو مجرد حاجة لليلة واحدة، فمن التكلف أن يشتريها”. دعم واجب ويقول فيصل العتيبي: “أنا أرى أن من الأفضل للشاب أن يستعير بشت أحد زملائه، فهذا أفضل له من أن يشتري بشتا”. ويوضح: “هناك بعض البشوت التي تتراوح أسعارها ما بين 400 ريال إلى 600 ريال، لكن الشاب في وقت الزواج، يكون محتاجا إلى كل ريال معه ليضعه في الأمور الأهم”. ويضيف: “إنه يعمل في ذلك الوقت مثلا، على توفير كل ريال يكسبه لتقديم هدية لزوجته، أو الذهاب للعشاء خارج المنزل، أو تمديد أيام العسل ليوم آخر بالفندق”. ويؤكد أن “المسألة المادية مهمة بالنسبة للشباب، أثناء الإقبال على الزواج”. ويشير العتيبي إلى أن هناك أمورا أكثر أهمية للشاب المقبل على الزواج من مجرد شراء بشت. ويوضح: “قد يكمل بعض المبالغ لدى أمورا أخرى تهم أكثر بالنسبة له”. ويؤكد العتيبي: “لقد سبق لي أن أعرت كثيرا من الإخوة والزملاء بشتي، أثناء زواجهم، وبعضهم أعاده لي في اليوم التالي، ومنهم من أتى به بعد شهر”. ويضيف: “لكنني أكون سعيدا بذلك، كوني قدمت شيئا، ولو كان يسيرا، إلا أنه مع قريب أو صديق، يشعر معه بأنه شيء كبير”. ويؤكد: “إنني أعتبر الأمر واجبا لدعم الأصحاب والأهل والأقرباء”. فزعة ويؤكد تركي بن عبيد ما قاله فيصل العتيبي، ويرى أن “إعارة البشت للأقارب أو الأصدقاء هي بادرة طيبة من الشخص ذاته”. ويعتبرها بن عبيد نوعا من المساندة للأخ أو الصديق أو الزميل، عند الإقبال على الزواج. ويضيف: “هذا الأمر يعد نوعا من أنواع الفزعة للصديق أو القريب على وجه الخصوص”. ويشير إلى “غلاء أسعار البشوت في المحال المتخصصة في بيعها”. ويوضح بن عبيد أن “هناك مفارقات كثيرة فيما يخص البشوت، حيث إن الكثير من أصحاب المتاجر يستغل فترة المناسبات والزواجات لرفع الأسعار”. ويقول: “هناك محال تتخصص في تأجير البشوت لليلة واحدة مقابل تأمين مادي، وفي حال الانتهاء منه، يعاد المبلغ إلى صاحبه”. ويؤكد: “طالما أن هناك أصدقاء سبقوني في الزواج بهذه الطريقة، فلا مانع من أن أستعير بشت أحد الأقارب أو الزملاء، لإتمام ليلة العرس، دون تكلف عناء البحث عن بشت قد يكلفني الشيء الكثير”. كان زمان ويروي سالم عبدالله سالم عن البشت ودوره في المناسبات قديما وحديثا ويقول: “إننا في قديم الزمان كان البشت شيئا رسميا في المناسبات واللقاءات العائلية والأعياد وخلافها”. ويضيف: “لكن مع الأيام بدأت تتلاشى، حيث أصبح البشت مرتبطا بالمناسبة الرسمية أو المهمة، ومن ثم اقتصر استخدامه الآن تقريبا على المقبلين على الزواج”. ويقول سالم: “الشاب اليوم إذا أراد أن يتزوج، لا شيء صعبا عليه، يستعير بشت والده أو جده أو أحد أقاربه، ويعرس دون حرج”. ويضيف: “باعتقادي الشخصي أرى أن على الشاب، إذا أرد أن يتزوج ألا يقتني بشتا جديدا، وذلك لكون ليلة العرس واحدة، والأسعار بالمتاجر مبالغ فيها”. ويؤكد أن “مسألة إعارته من صديق أمر محمود، وبه نوع من الإعانة للعريس من قبل أقاربه وأصدقائه”. ويشير سالم إلى أن: “غالبية الشباب عند الزواج، تترتب عليهم أمور مادية كثيرة وكبيرة، ومسألة الاستعارة قد تعينهم على استغلال المال المتوفر في أمور أهم، تصب في صالح الزواج ذاته”. ويؤكد تأييده لموضوع الاستعارة للبشت في ليلة العرس.