رأى عبدالله الحربي، ماجستير إدارة تربوية، أن “هدايا النجاح تختلف باختلاف الناس وأنماط تفكيرهم، وحالتهم المادية”. وأوضح أنها “أصبحت تعكس ثقافة المجتمع السعودي باختلاف طبقاته”. وأضاف: “تبدأ بعض الهدايا بالألعاب الإلكترونية، مرورا بالدراجة الهوائية، وتنتهي بشراء سيارة فارهة”. وقال الحربي: إن “التفاخر بين الطلاب أصبح في قيمة الهدية المهداة إليهم وفي نوعها، وكأننا في برنامج (ما يطلبه الناجحون)”. وأشار إلى أن “بعض الطلاب أصبحوا لا يقبلون هدايا النجاح من آبائهم، أو ينتقصون منها؛ لقلة قيمتها في نظرهم”. وأضاف أن “الآباء أصبحوا يحملون على عاتقهم هم هدايا النجاح، وما سيناسب ذوق أبنائهم”. وذكر الحربي: “الهدية من الأساليب التربوية التي تشحذ الهمم، ومن الحوافز التي يحتاج إليها المربون لأبنائهم وطلابهم”. وأضاف: “أيا كانت قيمة الهدية وأيا كان نوعها، فإنه يمكن توظيفها لتكون وسيلة تربوية رائعة وممتعة، شرط أن يصاحبها شعور إيجابي من المهدي إلى المهدى إليه؛ ليبلغ أثرها أقصى مداه”. وعن ضوابط هدايا النجاح قال الحربي: “يجب ألا تكون الهدية غاية، بل تكون وسيلة لتحقيق الهدف منها، وهو النجاح”. وأضاف: “الهدية وسيلة لتشجيع الطلاب، ولا بد أن يفهم الطلاب والأبناء هذه المسألة”. وأوضح أن “الخطأ الكبير أن تكون الهدية هدفا يسعى الطالب لتحقيقه من خلال النجاح، وهذا فهم خاطئ”. وأضاف الحربي: “يكمن الخطر في هذا بانعكاسه على مستوى الطالب لاحقا، وعلى حياته العلمية والعملية، فتراه لا يجتهد ولا يبذل أي جهد إلا بالوعد المسبق من أهله بالهدايا، والأدهى والأمر أن يعتبر ذلك وسيلة ضغط على الوالدين، وكأنهما المعنيان بالنجاح وليس الطالب”. وأشار إلى أنه “يجب على الوالدين أن يكونا صادقين مع أبنائهما، فإن وعدا أبناءهما بهدية النجاح فليوفيا بوعدهما، ولا ينكرا حقهم فيها”. وقال إنه “يجب أن تكون الهدية نافعة ومفيدة للطالب، ويفضل أن تكون من اختياره، أو من الأشياء التي يحبها؛ حتى تكون أوقع في النفس”. واختتم الحربي حديثه بنصيحة للآباء، وقال: “ينبغي عدم المبالغة في الهدايا؛ حتى يكون للهدية قيمة ومعنى”.