قتل ممرض أمس فيما كان على رأس العمل في قسم الصحة النفسية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر في مكةالمكرمة، على يد مواطن اقتحم المستشفى فجر أمس بسيارته الخاصة ونزل منها حاملا رشاشا آليا، وأخذ يتجول في أروقة القسم حتى شاهد ضحيته المقصودة، فأفرغ فيه في الحال تسع رصاصات، ثم أطلق رصاصات أخرى لتغطية هروبه وفرّ على الفور. وحاول أطباء المستشفى إنقاذ الممرض غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيديهم متأثرا بعدة إصابات قاتلة سبّبها الرصاص الذي شمل أجزاء جسده. ونقل الممرض واسمه عبدالقادر المهابي إلى ثلاجة الموتى فيما استنفرت الجهات الأمنية قواها لرصد القاتل والقبض عليه، وتم ذلك بعد فترة وجيزة حيث رُصد مستقلا السيارة ذاتها التي استخدمها في الهجوم على طريق المدينة السريع بين حي العمرة والنوارية. وأشارت مصادر خاصة إلى أن السيارة والسلاح المستخدمين في الجريمة يخصان شقيق القاتل، وهو مريض نفسيا سبق أن تم تنويمه في قسم الصحة النفسية الذي شهد الجريمة، كما أكد فائق حسين الناطق الإعلامي بصحة مكة، وأشارت المصادر إلى أن الرجل خرج من المصحة وتوجّه إلى أخيه في الرياض، وقد أبلغ الأخ مساء أمس الأول من الرياض عن فقدان شقيقه وسيارته وسلاح رشاش خاص به، غير أن بلاغ الأخ لم يتمكن من منع تنفيذ خطة القتل. وقال شهود عيان رصدوا الحادثة من بدايتها ومن بينهم حراس أمن في المستشفى إن القاتل في الثلاثينيات من عمره، واقتحم البوابة الشمالية للمستشفى عبر سيارة جيب صغيرة الحجم، وأوقف سيارته أمام مدخل القسم ونزل حاملا رشاشا آليا هدد به حراس الأمن الذين اقتربوا منه وركض داخلا نحو القسم. ثم خلال ثوان تعالت أصوات طلقات النار. وقال شهود من الداخل إن القاتل ظل لثوان بعد إطلاقه الرصاصات التسع على جسد القتيل، وكأنه كان يريد أن يضمن موته، وعندما حان ذلك أطلق عدة رصاصات وفرّ خارجا نحو سيارته. وأوضح موظفون في المستشفى أن الممرض عبدالقادر المهابي لم يكن ذا مشاكل أو عدائيات مع أحد من المرضى أو العاملين، ولا يُعرف ما سبب اختيار القاتل له على وجه الخصوص. كما لا يُعرف إذا ما كانت ثمة مشكلة بين القاتل والقتيل على خلفية بقاء القاتل لفترة منوما في المصحة. ويحتجز القاتل حاليا لدى شرطة التنعيم، التي سترفع به وأوراقه إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. ولا تزال تحقيقات الشرطة جارية في المستشفى والقسم. من جهته، حاول الدكتور علي الأحمري مدير المستشفى، أن يخفي أمر الحادثة وأن يتكتم عليها رغم أنها واضحة ومعلومة ولا فائدة من التغطية عليها أو اعتبارها لم تحدث، وقد منع محرر “شمس” من التقاط صور لموقع الجريمة كما منعه من التواجد في المستشفى أو قربه أثناء نقل إفادات شهود العيان، بل قدّم ثلاثة تهديدات للمحرر أولها قال فيه إنه سيطرده، والثاني قال فيه إنه سيصادر كاميرته، قبل أن يهدد في المرة الأخيرة بإحضار “أمر إيقاف” من شرطة الحي، حسب قوله. وهو أمر يُسمع به للمرة الأولى. وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر، التي يقتل فيها موظف حكومي في مقر عمله، حيث سبقت هذه الحادثة، جريمة مقتل المعلم التي حدثت في فناء مدرسة ابتدائية يعمل بها في مكةالمكرمة أيضا قبل نحو ثلاثة أسابيع.