نشهد هذه الأيام محاكمة رجل الأعمال المصري هشام طلعت الذي اتهم بقتل الفنانة سوزان تميم. وهذه نتيجة طبيعية لأي جريمة. سؤالي الذي يرفع نفسه (فوق. فوق. فوق) ويضرب بنفسه الى الارض مرة أخرى. يقول: هناك أشخاص مجرمون قتلوا العديد من الفنانين، من مطربين موهوبين ومذيعين مميزين، وممثلين رائعين، ومعلقين رياضيين واعدين، ومخرجين شباب ينتظرون الفرص. فلماذا لا نطبق على من نحر مواهبهم السجن والمساءلة؟ لماذا لا نحاكمهم، او على الاقل نسائلهم؟ اين ذهبت هذه المواهب؟.. أين من صارع ليصل؟.. انا اعتقد ان مصير هؤلاء هو مصير الخريج الجامعي اذا لم يجد عملا.. سيكون عاطلا فنيا، وهذا العاطل مثله مثل أي عاطل عن العمل، أكيد سيفرغ موهبته بالانتقام من هذا المجتمع الذي اهمل مواهبه وسيستغل موهبته في التمثيل في التزوير والكذب والخداع. ومن هو؟ موهوب في الرقص سيغلق الشارع مع زملائه ويرقص رغما عن الجميع. وبعد ما يحرق اعصاب الجميع سيركب سيارته ويغادر. وهكذا كل موهبة. كم من شاب طرق باب المنتج الفلاني.. فتركه في صالة الانتظار خمس ساعات حتى كره نفسه وكره موهبته وكره الفن بالجملة! وخرج دون ان يرى سعادة المنتج العام. أليس هذا المنتج ومن في شاكلته جدير بأن يسجن في قفص من الحديد وينقل الى سجن جوانتانامو الفن؟ وما يقهر هؤلاء الشباب الضحايا هو انهم يشاهدون من هم اقل منهم موهبة وهم يخرجون على شاشات التلفزيون وأصبحوا ممثلين مشهورين؛ لأنهم يتحصنون بالواسطة او يدفعون لمدير الانتاج مبلغا ليخرج في المسلسل الجديد.. و(على قدّ دفعك، مدّ مشاهدك).