شهدت محافظة حفر الباطن في السنوات القليلة الماضية طفرة وتوسعا كبيرا في المساحات الخضراء وافتتاح الكثير من المنتزهات التي أدخلت السرور والبهجة في نفوس مواطني المحافظة الذين وجدوا متنفسات طبيعية وجمالية يلجؤون إليها هربا من روتين الحياة والملل. ولكن هذا الجمال اصطدم بعدم المسؤولية والعناية به من بعض الأهالي الذين لم يقوموا بدورهم في الحفاظ على مثل هذه المكتسبات الترفيهية التي تفيد الصالح العام، وذلك بإهمالهم للنظافة وعدم القيام بأي مجهود لرمي فضلات الأكل في أماكنها المخصصة؛ ما نتج من ذلك أكوام من القمامة التي تعكس سلوكيات فوضوية وغير حضارية حرمت الكثيرين من الاستفادة من هذه الأماكن العامة؛ حيث لا يجدون مكانا نظيفا يجلسون فيه. “شمس” قامت بجولة في أحد المنتزهات المحدثة قريبا على طريق حفر الباطن - الرياض، والتقت عددا من المنتزهين وعائلاتهم، واستطلعتهم حول رؤيتهم لما وصل إليه المنتزه. قال يحيى عبدالله القحطاني: “قدمت وعائلتي برفقة بعض أقاربي إلى هذا المنتزه بهدف الترفيه وتغيير الأجواء لأفراد أسرنا، وهو منتزه جميل جدا، ولكن للأسف الشديد الموقع ينقصه بعض الخدمات المهمة مثل دورات المياه أو أكشاك الحاجيات الخفيفة”. وأضاف: “هناك ملاحظة نشاهدها باستمرار، وأعتبرها غير حضارية ومؤسفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، من مرتادي هذه المنتزهات، وللأسف الشديد ألاحظها غائبة؛ فهنا يأتي دورنا كمسلمين قبل أن نكون مواطنين؛ فالمسلم عادة نظيف ويحب النظافة؛ لذا يجب علينا المحافظة على المكان الذي نرتاده وليس كما نشاهده من الكثير للأسف الشديد”. ويتفق كل من عقيل الشمري وصالح العلاوي وشاهر الشمري في الأسف على ما يشاهدونه كمرتادين للمنتزه من تصرفات غير حضاريه لا تمت لنا كمسلمين بأي صلة، وأوضحوا أن كثيرا من مرتادي المنتزه للأسف يتركون المكان في حال شبيه بحظيرة الأغنام، وهذا بلا شك يحزنهم كثيرا، وطالبوا بمنع إشعال النار داخل المنتزهات التي لم يصدقوا بتواجدها، مؤكدين أنها ملك عام، ومن المفترض علينا جميعا المحافظة عليها من خلال منع كل من يحاول العبث بها. ومن جانبه أكد محمد بن حمود الشايع رئيس بلدية محافظة حفر الباطن ترسية عدد من الأكشاك ودورات المياه لكافة المنتزهات بالمحافظة على إحدى المؤسسات الوطنية التي باشرت التنفيذ الفوري، وسيتم تزويد هذه المنتزهات بالمزيد من حاويات النفايات، مشيرا إلى أن ظاهرة العبث بالممتلكات العامة أصبحت تشكّل هاجسا مزعجا يلقي بظلاله على مجتمعنا نتيجة تصرفات غير مسؤولة تمارس في ظل غياب المراقبة الذاتية والجهل بأهمية هذه المنجزات.