في ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة وما أحدثته من تطور، حدثت طفرة عجيبة لفتت انتباهي، تتمثل في أنه قبل سنوات عدة كان ظهور الأجهزة المحمولة وتواجدها متميزا؛ لما تتمتع به من ميزات كثيرة، فكانت باهظة الثمن بحيث لم يكن بمقدور أي إنسان الحصول عليها، فترى من يملكها من الطبقة المرفهة أو من الطبقة العاملة المتميزة؛ وذلك لسعرها الباهظ. أما الآن وفي السنوات الثلاث الأخيرة أو أقل، كان لوجودها بكثرة وتعدد أنواعها وهبوط أسعارها ردودا فعلية لدى الكثير من الأشخاص؛ ما ساعد الكثير في الحصول عليها على جميع المستويات، ولا أبالغ أيضا وجودها حتى لدى العوائل الفقيرة. ومما لا شك فيه أن ما حدث يواكب التطور، بحيث يستطيع الجميع الحصول عليه، ومواكبة الثقافة التي حدثت في عالم الإنترنت، وتقدمها، والاطلاع على العالم أجمع من تمركز وجودنا من دون أي مجهود منا، علاوة على ذلك سهولة حمله عندما تريد الذهاب إلى أي مكان، خصوصا في السفر، فحمل ما نريد من معلومات تخص الشخص بيسر. لكن على الرغم من الإيجابيات التي يحملها، إلا أنه يعد سلاحا ذا حدين، ونرى الكثير من الشباب والفتيات يحملونه وهم في سن يستعجب لها المرء، ولا شك أن هذا فيه خطورة عليهم، خصوصا إذا كانت الرقابة الأسرية من النوع الذي لا يبالي؛ لأن هؤلاء ليست لديهم الرقابة الذاتية لأنفسهم بعمر هو من أخطر الأعمار وفي سن المراهقة، فيكون الجهاز تحت متناول أيديهم ويخترق من خلاله ما توسوس له نفسه، وهنا يأتي الضرر الجسيم من خلال التوجه إلى طريق قد يؤدي به الانحراف. فالسهولة في حمله من مكان إلى آخر يسهّل عليهم التجمع مع من يريد، وخصوصا ضعاف النفوس. وهنا أؤكد ضرورة أن يراقب الأهل أبناءهم بهذا العمر؛ لأنهم في مرحلة يحتاجون فيها إلى من يوجههم إلى الطريق الصحيح، فيجب علينا مهما شغلتنا ظروف الحياة عدم إهمال أبنائنا، ومراقبة تحركاتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، وتربيتهم على القيم الإسلامية، فهم زينة الحياة الدنيا وأمانة سنسأل عنها يوم الدين، فالجبال تبرأت من هذه الأمانة؛ لعظمها. كما لا يفوتني أن أنبّه إلى ضرورة مراقبة الأبناء، خصوصا عند استخدامهم الجوال، ومعرفة الأشخاص الذين يتحدثون معهم، والانتباه إلى أي سلوك قد يطرأ عليهم؛ لأن غالبية المشكلات التي حدثت أخيرا من تحرش واعتداء تم غالبيتها من خلالها.