واصل فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني صفقاته الفلكية بعدما تمكّن من إقناع إدارة مانشستر يونايتد بالتخلي عن كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي مقابل 80 مليون جنيه إسترليني (94 مليون يورو) و(131 مليون دولار)؛ ليتربع بذلك رونالدو على عرش أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم إذا سارت بقية الأمور بالشكل الصحيح، ساحبا البساط من ريكاردو كاكا الذي سبقه بالانتقال للريال قبل ثلاثة أيام فقط بمبلغ 68 مليون يورو (94 مليون دولار). وجاء في بيان رسمي بثه موقع مانشستر يونايتد الرسمي على شبكة الإنترنت أمس “بناء على رغبة رونالدو في ترك الفريق، وبعد أن تناقشنا نحن إدارة اليونايتد في عرض الريال، قررنا الموافقة عليه والسماح لرونالدو بالتفاوض مع إدارة الريال لحسم الأمور فيما بينهم”. ومن المتوقع أن تتم الصفقة بشكل رسمي 30 الشهر الجاري؛ كون أهم العقبات التي كانت تواجه الريال قد حسمت بإقناع إدارة اليونايتد بالتخلي عن رونالدو. ووفقا لما ذكرته صحيفة (ماركا) الإسبانية في عددها الصادر أمس فإن رونالدو قد وافق بالفعل على توقيع عقد مدته ست سنوات براتب يبلغ تسعة ملايين يورو سنويا، ليكون قد تساوى مع كاكا الذي سبقه في الانضمام للريال بنفس الراتب السنوي. ومن المفارقات الغريبة في حياة رونالدو أنه كان يحلم بأن يكون لاعبا محترفا يوما ما؛ لينتشل عائلته من عناء الفقر؛ فقد كان يصحو كل صباح ويرى والدته الطاهية تذهب لأحد المطاعم الصغيرة؛ لتعود ببضعة دولارات بالكاد تسد جوع العائلة المكونة من أربعة إخوة يتامى فقدوا والدهم في سن مبكرة، وكان يمني النفس بأن يتمكن من إكمال دراسته، ولكن لم يكن يملك المال؛ ما جعله يترك مدرسته وهو لم يتخطَّ المرحلة الابتدائية. أحلام رونالدو في الاحتراف تحققت للمرة الأولى مع نادي سبورتينج لشبونة أحد أشهر الأندية البرتغالية، ولعب معه بأجر زهيد؛ فقد كان يتقاضى ثمانية آلاف يورو شهريا، قبل أن يتمكن مانشستر يونايتد الإنجليزي من ضمه؛ لترتفع أسهم رونالدو مع الوقت حتى أصبح يتقاضى قرابة 140 ألف يورو أسبوعيا؛ لتكون أول قراراته هي أن تكف أمه الكادحة عن العمل كطاهية، بعد أن قال ذات يوم: “لقد تعبت والدتي كثيرا، وحان الوقت أن ترتاح”. ولم تقتصر مساعدات رونالدو على والدته فقط، بعدما تمكن من تحقيق حلم شقيقته التي كانت تريد أن تصبح مطربة، وكان لها ما طلبت وأصبحت من أشهر المطربات في البرتغال حاليا وتغني باسم مستعار يدعى (رونالدا) عرفانا بجميل أخيها الأصغر، وغنت له ذات يوم أغنية يقول مطلعها “كريستيانو أنت فخر عائلتنا، العب ولا تتوقف”. وافتتح رونالدو قبل عامين محلا تجاريا في قلب العاصة البرتغالية لشبونة مختصا بالملابس الرجالية ويحمل اسم (cr7)، وهو اختصار لاسمه والرقم الذي كان يرتديه مع اليونايتد، وقام بإهدائه لأخيه.