على مدى شهرين كاملين لا يزال الأزهري الغالي يبحث عن ابنته دلال (21 سنة) التي فقدت بجوار الحرم المكي بعد يوم واحد من انتهاء فترة الامتحانات لشهادة الثانوية العامة بالقنصلية السودانية. ويقول المعلم الأزهري بابكر الغالي (سوداني الجنسية) كنت كعادتي أذهب للحرم كل خميس للإفطار في الحرم والصلاة والطواف حول البيت بأولادي وزوجتي لا سيما أننا أردنا الخروج من جو الضغط النفسي بسبب امتحانات دلال في الثانوية العامة التي انتهت الثلاثاء الذي سبق الحادثة بيوم، وحينما صلينا المغرب والعشاء ذهبت لإحضار سيارتي بالمواقف وطلبت منهم الخروج لكن ابنتي لم تعد معهم، فحاولنا البحث عنها فلم نجدها داخل الحرم وبجوار دورات المياه وفي الساحات حتى أعيانا التعب ولم نعد للمنزل إلا بعد أن أبلغنا مخفر شرطة الحرم وقسم التائهين. ويستطرد الأزهري والدموع تخنقه: «لم أترك حيا إلا فتشته ولم أبرح شارعا إلا راقبته حتى إنني فصلت من عملي في إحدى المدارس لأفتش عنها في كل مكان وأبحث عن خيط يوصلني لها»، ويضيف الأزهري: «قبل أيام وصلني اتصال من هاتف امرأة مجهولة تدعي أنها تعرف مكان ابنتي دلال.. ثم أغلقت الخط وأبلغت الجهات الأمنية التي بدورها تحرت واكتشفت أن الاتصال من كابينة هاتف في جدة ومكثت ثلاثة أيام في جدة أبحث في أقسام النساء بكبائن الهاتف لأكتشف أن الرقم من حي (الكرنتينة)». ويؤكد الأزهري أن ابنته منذ فقدت في 20 ربيع الآخر أضحى هو وأبناؤه ال 13 وزوجتاه لا ينامون ولا يأكلون وكلما تذكروها دخلوا في نوبة بكاء هستيري، نافيا أن تكون هربت بمحض إرادتها لأنها تحبه كثيرا وكانت لا تأكل إلا بعد أن تقسم الرغيف بينه وبينها، كما استبعد هربها بسبب مرض نفسي، حيث إنها تتمتع بحيوية وذكاء خارقين وكانت تطمح بالتسجيل في كلية الطب لهذا العام لكن إرادة الله فوق كل شيء».