من المعروف أن الشباب هم من يسودون الجدران بكتاباتهم، وبث شجونهم، لأناس قد لا يرونهم، أو ينتقمون بذلك من صديق خان، أو ينعون حبيبة فقدت. اليوم.. دخلت الفتيات إلى حلبة المنافسة، وصارت الجدران صحف حائط، تتلون بتعليقاتهن، التي لا تخرج عن مضمون ما يكتبه الشباب. صحيفة مشاعرنا تقول الفتاة (ف. م): «كتاباتنا على الجدران هي تعبير عن المشاعر التي بداخلنا كمراهقات، كما يقال، من فرط الحب والإعجاب، أو الكراهية والحقد». وتضيف: «وبالأصح الشباب ليسوا أفضل منا، ولهم ما بالخارج، ونحن لنا ما بالداخل كما هي حدودنا». لنا ما لهم أما الفتاة (أ. ل) فتؤكد أن «الكتابة على الجدران هي تعبير عن المشاعر الداخلية، والمحبة، وتفريغ دائم عما بداخلنا». وتوضح: «هي أيضا تحد، وتنافس مع الشباب فنحن لنا ما لهم». حلال.. وحرام وتوضح الفتاة (م. ج) مدى حبها للكتابة والرسم على الجدران، وتقول: «أقيدها وأعتمدها تعبيرا عما بداخلي من مشاعر». وتضيف: «هي أيضا تحد للشباب، الذين لهم كامل الحرية، في أن يملؤوا الجدران بالكتابة والرسومات». وتتساءل: «هل الكتابة على الجدران حلال للشباب وحرام علينا، ونحن لدينا ما لديهم من مشاعر وأحاسيس وإبداع؟». موهبة وهواية وتصرح نوف بأن «الكتابة تصريح وتنفيس عما بداخلي من ألم وأحاسيس». وتضيف: «وأيضا تحد بين بعضنا البعض بالرسومات على الجدران». وتعرفها بأنها «موهبة لدى الشخص منا، وهواية نبحث عمن يشجعنا عليها». لا تحرك شفايفك وترصد مريم أكثر الكلمات شهرة على الجدران مثل: «واي واي وين شفته.. شايفك شايفك لا تحرك شفايفك.. شوارع بتسايا الحرة بالدم.. يا السوسو فين بدي بوسو.. كلني يا السمك البني.. الخ». وتقول إن «هذه الكلمات أحب أن أرصدها على الجدران، حتى يقتدي الناس بهذه العبارات والمسميات». أما سوسن فتقول: «حدودي فقط داخل سور المدارس، ولا أستطيع الكتابة إلا بداخلها». وتضيف: «الكتابة على الجدران الخارجية أصبحت حكرا على الشباب». بحبك.. صدقني وتقول (ع. ن) بصريح العبارة: «كنت أحب شخصا، وهو يبادلني نفس الشعور، كان أخا لصديقتي وزميلتي بالمدرسة». وتضيف: «في يوم من الأيام، جاءت صديقتي برسالة لي منه، يقول لي فيها إني لم أعد أحبه كما كنت قبل، ويظن أنه يوجد حب جديد في حياتي». وتوضح: «حاولت أن أثبت له أني ما زلت أحبه، ولا يوجد سواه، فكتبت على جدار المدرسة من الخارج: أنا أحبك ولا فكرت أخونك، لأثبت له مدى حبي إياه». وتذكر (س. ح) أن سبب كتابتها على الجدران هو حبيبها. وتقول: «ذكرت له أني لن أنساه أبدا إذا وعدني بالوفاء». وتضيف: «لكنه لم يف بوعده لي، وتركني، فكتبت على جدار بيتهم: لن أنساك لو تنساني.. لعلمك بس لا أكثر».