وأنا في طريقي للمطار متجها إلى إحدى الدول العربية للمشاركة في برنامج (مسابقات)، سرحت أفكر في الأسباب التي دفعتني أولا للاتصال بالبرنامج ووضع اسمي في قائمة الراغبين في المشاركة، وبعد أن تم اختياري تساءلت أيضا: لماذا كل هذا؟ ولم أجد جوابا واضحا سوى رغبتي في الحصول على (كم قرش) تسهل علي العيش وسد حاجاتي؛ فمحاولاتي الحثيثة للحصول على وظيفة ما زالت معلقة ولم تفلح، إلا أن المعيب في هذا المشهد هو سياسة تلك البرامج التي تتاجر بهمومنا وآلامنا ومشاكلنا الشخصية، حيث يتم التسويق لتلك البرامج من خلال نظرة (تشويقية): احصل على فرصة العمر، المليون ينتظرك، وهكذا. لذا قررت أن أعود إلى منزلي وأترك فرصة المشاركة في البرنامج؛ كي لا أعرض همومي على الناس بشكل يفضح (أسراري) وأنا لا أعلم هل ستنجح هذه الخطوة أم سيكتفي الناس بمشاهدة تقاسيم الوجع في ملامحي.