أفادت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بأن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة بدأ في الانخفاض بشكل ملحوظ من حيث العدد والقوة. وبينت الهيئة في بيان صحافي لها صدر أمس أن محطات الشبكة الوطنية التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت منذ الساعة الثانية ظهر أمس الأول وحتى الساعة الثانية من ظهر أمس ست هزات أرضية في حدود ثلاث درجات على مقياس ريختر، مشيرة إلى أن عمق الهزات يتراوح ما بين سبعة كيلومترات و8.74 كيلومتر، ولم يتم التبليغ بالإحساس بهذه الهزات من قبل المواطنين، ولم يتم تسجيل أي آثار للرجفات البركانية القريبة من السطح. وأكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أنه لم يتم رصد أي أبخرة بركانية، مؤكدة كذلك أنها ما زالت تراقب عن قرب المتغيرات المتعلقة بالنشاط الزلزالي في حرة الشاقة والمتمثلة في القياسات الحرارية، وتركيز مستوى غاز الرادون، والتغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة. من جهته انتقل عليش بن سالم الرفاعي (88 عاما) من منزله الواقع في منطقة العيص إلى مخيم الإيواء الذي يبعد 60 كيلومترا باتجاه ينبع النخل، وحمل معه بعض حاجياته من مأكل ومشرب وبعض المستلزمات الضرورية كالدواء وغيره.. حلمه أن تنتهي هذه الأزمة التي تمر بها المنطقة على خير؛ فهو يشعر بأن بُعده عن منزله يزيد من حيرته ويجعله يعيش قلقا دائما يرتفع مع وتيرة الأحداث المتوالية على الرغم من (التطمينات) التي يسوقها الدفاع المدني ومسؤولو المساحة الجيولوجية بين الفينة والأخرى.. عليش الرفاعي قد يكون أكبر رجل في مخيم الإيواء، ويشعر بالوحشة كثيرا وهو في المخيم، وأبدى ذلك عندما هممنا بالاقتراب منه فتحدثنا معنا والأسى والحزن باديان عليه؛ حيث يقول: “كنت اسمع في الماضي البعيد وتحديدا عندما كنت شابا عن الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة، لكني لم أكن أتخيل أني سأعيشها واقعا”. ويضيف: “الآن أصبح الأمر بالنسبة لي واقعا؛ فهذه الهزات بدأنا نشعر بها وبدأنا نخاف منها كثيرا”. وعندما سألناه عن طبيعتها يقول: “الصوت المصاحب للهزة الأرضية قريب جدا من صوت الرعد، ويعلم الله بحالنا عندما نشعر بها، لكننا مؤمنون بأن ما سيصيبنا هو ما كتبه الله لنا”. فيما خيّم الهدوء بشكل كامل على العيص أمس؛ حيث أصبحت خالية تماما من السكان، بعد أن غادرها أهلها إلى المدينةالمنورة ومحافظة ينبع وغيرهما من المناطق المجاورة، وذلك بعد التحذيرات الصريحة التي دعت المواطنين والمقيمين للخروج من المنطقة؛ خوفا على حياتهم من جراء تعرض المنطقة لأية هزة خطرة لا قدر الله. في حين وجّهت وزارة المالية متمثلة في فرعها بالمدينةالمنورة باعتماد آلية صرف المساعدات المالية لسكان العيص والقرى المتضررة من الزلزال بواقع عشرة آلاف ريال للأسرة التي يقل أفرادها عن خمسة أشخاص، مع زيادة المبلغ وفق تقدير اللجنة في حال زيادة عدد الأسرة على خمسة أفراد. كما سيتم صرف تعويضات مالية عن جميع الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات من جراء الهزات الأرضية التي تعرضت لها العيص والقرى المجاورة لها، إضافة إلى صرف مساعدات مالية أخرى عاجلة تفي باحتياجات الأسر التي تضررت في العيص والقرى القريبة منها.