أجيال خلف أجيال في عالم المجنونة، مواهب كروية تعقب مواهب كروية عاما بعد عام وجيلا بعد جيل، مبدعون يخلفون مبدعين، هذا حال كرة القدم كما هو حال الدنيا بأكملها، ولكن من يبقى في الذاكرة من تلك المواهب وتلك الأجيال ومن المبدعون السابقون؟! من البديهي أن تكون الإجابة هي أن من رسموا الإبداع بعقولهم على المستطيل الأخضر والإمتاع الكروي بأهدافهم وأدائهم هم من يبقون بالذاكرة، ولنحدد أكثر ونقل يبقى بالذاكرة (كبار) المبدعين مع مرور السنين. هل من المعقول أن ننسى ماجد عبدالله وصالح النعيمة ومحمد عبدالجواد ومحيسن الجمعان وشايع النفيسة وسالم مروان (شفاه الله) من أبطال إنجازنا الأول بالتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس وتحقيق كأس آسيا 84؟! فعلى الرغم من مرور أكثر من ربع قرن على هذه الأسماء إلا أنهم لا يزالون راسخين بأذهان وعقول متابعي الكرة السعودية (المحايدين)، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن جيلنا يتمتع بأبطال قادرين على نقش أسمائهم في أذهان وعقول الأجيال القادمة بما سوف يحققونه من إنجازات بإذن الله، ويقف على هرم قائمة هؤلاء الأبطال، المبدع ياسر القحطاني. دائما الكبار تعشقهم الظروف والمعوقات.. وكما مرت الأسماء السابقة بظروف قوية وصعبة، ها هو الكابتن ياسر القحطاني يمر بتلك الظروف، ولأنه من (طينة الكبار) فإنه سوف يتجاوز تلك الظروف والمصاعب ليحقق أهدافه وأحلامه ويحقق مع زملائه الأبطال أحلام مملكة وشعب بأكمله. الكل يعلم أن ياسر تعرض مع بداية هذا الموسم لإصابة قوية وعاد بعدها للملاعب وأبدع وتألق حتى أنه إذا لم يحسم المباراة التي يلعب بها لفريقه أو لمنتخبه يكون السبب الرئيسي لحسم المباراة بصناعة الحسم، وفي منتصف الموسم تعرض لإصابة أخرى ولم تعقه عن الإبداع وفي نهاية الموسم أيضا وبالتحديد في نزال الأهلي الإماراتي بالرياض يتعرض لإصابة أخرى، فتلك الإصابات كفيلة بهد حيل (رجل آلي) أبدعوا في صناعته، فما بالكم بإنسان حاله حال البشر، أيضا ياسر يتعرض لصرخات الاستهجان من بعض المدرجات التي كان من البديهي أن تقف مساندة له، وحتى لو لم يكن يلعب لناديهم، لا أن تشجع المدرج (الإماراتي) لتقليدهم، كيف لا وهو قائد الأخضر السعودي ومهاجم منتخبهم رقم واحد، كان المفترض بتلك المدرجات أن تفعل كما تفعل جماهير النادي الملكي ريال مدريد للاعب الوسط (رقم واحد) بإسبانيا ومنتخبها تشافي هرننديز لاعب النادي المنافس برشلونة بتحيته في كل نزال بين الفريقين المتناحرين، ومن تلك الظروف التي تمر على أي إنسان ليس له علاقة بعالم المجنونة، فما بالكم بنجم الكل يتابعه ويترصد أفعاله، بالمختصر يا سادة يا كرام لو ربع الظروف التي حلت على قائد منتخبنا ياسر القحطاني حلت على أي لاعب سعودي في الوقت الحالي (لانتهى) أو أنه سوف ينتهي لا محالة، ولكن كما يقول التاريخ إن الكبار تعشقهم التحديات الصعاب، ولأن ياسر القحطاني أحد هؤلاء (الكبار) فإنه سوف يستمر مبدعا وكبيرا والمهاجم رقم واحد الذي يمثل الاتحاد والنصر والأهلي والشباب والهلال وباقي أنديتنا بشعار بلده، وسوف يبقى الرقم الصعب بين المهاجمين الحاليين والسابقين، ودمتم.