أكد عدد من المدربين الوطنيين أن الخسارة الثقيلة التي تعرض لها الهلال في لقاء ذهاب مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمام نظيره الشباب لم تكن مفاجأة؛ كون الخسارة جاءت من فريق متمرس وقوي ولديه من الإمكانات الفنية ما تجعله من أفضل الفرق الخليجية على الإطلاق في لعب الكرة الجماعية. وأشار الخبراء الفنيون إلى أن نتيجة اللقاء الثقيلة لا تكفي أن تحسم أمور تأهل الشباب؛ كون الهلال لديه القدرة في رد الاعتبار في مواجهة الإياب الأحد المقبل. هدف كماتشو لخبط الأوراق قال المدرب الوطني بندر الجعيثن إن الخسارة التي تعرض لها الهلال ليست مستغربة؛ كونها جاءت على يد فريق كبير ويعتبر من أفضل الفرق الخليجية التي تلعب الكرة بشكل جماعي. وأشار الجعيثن إلى أن فريق الشباب يصنف على أنه أحد الفرق الثلاثة الكبار إلى جانب الاتحاد والهلال، مبينا أن الهدف الأول الذي سجله الشباب في أواخر الحصة الأولى بواسطة عبده عطيف كان له دور إيجابي في إعطاء الثقة للشبابيين، فيما أسهم تسجيل الهدف الثاني الذي جاء عن طريق البرازيلي كماتشو مع مطلع الحصة الثانية في (لخبطة) الأوراق الهلالية؛ بدليل ضعف التركيز والعشوائية التي كان عليها لاعبو الهلال، إضافة إلى أن المساحات في المناطق الخلفية للهلال أصبحت كبيرة؛ ما ساعد الشباب في الانتشار بكل حرية، وهو ما مكّنهم من إضافة هدف ثالث. واعتبر الجعيثن أن البلجيكي جورج ليكنز لم يستطع التعامل مع مجريات المباراة بالشكل المأمول، كما أن تغييراته لم تكن في محلها، خاصة حينما عمد إلى إخراج ويلهامسون صاحب العطاء الوافر في اللقاء وتبديل طارق التايب، وهما التغييران اللذان أضعفا الجبهة الهجومية للهلال، وأصبح من الصعوبة بمكان تقليص الفارق، خاصة عقب تعرض ياسر القحطاني مهاجم الهلال للطرد. وذكر الجعثين أن الأرجنتيني هيكتور كان ذكيا وهادئا، وتعامل مع المباراة بشكل منطقي، كما أن التغييرين اللذين أجراها كانا مناسبين للغاية حينما زج بعبدالملك الخيبري وعبدالله شهيل بدلا من زيد المولد وياسر الشمراني. وشدد على أن الشباب يجب ألا يعتمدوا على نتيجة الذهاب إن أرادوا التأهل للمباراة النهائية لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال؛ كون الهلال من الفرق القادرة على التعويض بامتلاكه عددا من اللاعبين المؤثرين في صفوفه كمحمد العنبر الذي استطاع تسجيل عدد من الأهداف في دوري المحترفين السعودي رغم أنه سيعاني غياب لاعبين مهمين وهما ياسر القحطاني والروماني رادوي. الهلال بلا هوية وشدّد عبدالعزيز الخالد على أن نتيجة اللقاء كانت طبيعية في ظل تفوق الشباب وتواضع الهلال. وأضاف الخالد أن الهلال لم يظهر في اللقاء بالصورة المعهودة عنه التي ظهر بها منذ بداية الموسم، مفيدا بأن كثرة المشاركات المحلية والقارية لفريق الهلال ساهمت في إرهاق لاعبيه، في المقابل كان الشباب أكثر ارتياحا خاصة أن عددا من لاعبيه الأساسيين لم يتم إشراكهم في مباريات كثيرة، خاصة بعد خروج الفريق مبكرا من دائرة المنافسة؛ ما أعطى الشباب حضورا مميزا في الفترة الحالية. وأوضح الخالد أن ليكنز مدرب الهلال أخفق كثيرا في التعامل مع المباراة خاصة ما يتعلق بمسألة التبديلات فيما تعامل الأرجنتيني هيكتور بطريقة احترافية مع واقع المباراة. ووفقا للخالد فإن الهلال ظهر في اللقاء بلا هوية ولم يستفد من التغييرات منذ وقت مبكر. وحول حظوظ الهلال في التأهل للمباراة النهائية قال الخالد إن المهمة تعد صعبة للغاية، لكنها ليست مستحيلة في عالم كرة القدم، لافتا إلى أن الهلال سيلعب اللقاء عقب عودته من إيران مباشرة، وهو ما سيزيد الإجهاد على لاعبيه، إضافة إلى غياب عنصر مؤثر يتمثل في المهاجم ياسر القحطاني. وطالب الخالد الهلاليين بالتركيز على بطولة دوري المحترفين الآسيوي بشكل أكبر والسعي إلى تهيئة البدلاء استعدادا للمرحلة المقبلة من المسابقة. الشباب لم يحسم التأهل حمّل الوطني علي كميخ المدرب جورج لكينز المدير الفني لفريق الهلال مسؤولية الخسارة، مؤكدا أن ليكنز فشل فشلا ذريعا في التعامل مع معطيات اللاعبين. وأضاف أن هناك سلسلة من العوامل الأخرى التي ساهمت في ظهور الهلال بلا هوية؛ فتحركات اللاعبين لم تكن مدروسة، وكانت العشوائية وسوء التنظيم سمتين بارزتين على مستوى الهلال، فيما كان الشباب في قمة مستواه خاصة أن مدربه الأرجنتيني هيكتور ركز اللعب على الأطراف؛ ما جعل فريقه يسيطر على نحو 90 في المئة من الحصة الثانية. وأفاد بأن عودة عبده عطيف وناصر الشمراني إلى مستوييهما المعهودين ساهمت في جلب الانتصار للفريق الشبابي، وموضحا أن مسألة تأهل الهلال باتت مسألة صعبة، لكن كرة القدم لا تعترف بذلك، مستشهدا بفوز الاتحاد قبل عدة سنوات في مسابقة آسيوية على فريق كوري جنوبي بخمسة أهداف مقابل لا شيء، وكان قبلها متخلفا في جدة بثلاثة أهداف دون مقابل.