كما توقعت في الأسبوع الماضي، في مقالة (الشوط الثاني) سارت النتائج في منافسة بطولة الأبطال، باستثناء دخول الحزم لدور الأربعة بدلا من الأهلي، وهو دخول مستحق، لأن الحزم قدم مهر هذا الدخول، في حين أن الأهلي يبدو أنه يعاني من فوضى ما، على الرغم من أن ظاهر الأمور في النادي الراقي، تبدو مستقرة، ولكنها من حيث التأثير تشابه فوضى النصر، ولكنها ليست كفوضى النصر العارمة، التي يمكن رصدها بسهولة للمتابع العادي.. في النصر يمكن للاعب منقطع عن المباريات ثلاثة مواسم، أن يشارك في مباراة مصيرية، ولا أحد يسأل عن هذا التهور الفني، وقد يكون النصر يبحث في الدقائق الأخيرة في مباراة خروج المغلوب، عن هدف يمكنه من مواصلة السير نحو الأعلى، فتشاهد لوحة التبديل تشير لخروج عناصر هجومية، ودخول عناصر دفاعية.. في النصر وفي قمة أزمة جماهير الشمس النفسية، يخرج من ليس له لا في العير ولا في النفير، ويعطي وعودا بتغييرات كبيرة، بينما تجد حادي العير صامتا، ومنادي النفير صوته مختطف، وفي أحسن الحالات قد يكون صوته مجرد صوت في الضوضاء.. في النصر قد ينفض سامرهم عن صيف بلا عمل، وشتاء ٍ بلا أمل إلا من مهاترات هنا وهناك، وهذا لا يعني خلو النصر من رجال ٍ صادقين، تجاهد لوضع النصر على الطريق، ولكن جهادهم الفكري والمالي، قد تنسفه مفاجأة غير محسوبة من أصحاب المفاجآت إياها.. في النصر قد تختفي أسماء مهمة سواء كانت شرفية، أو إدارية أو فنية، أو لاعبين، يكون الرهان عليها، وتبقى أسماء لا تزرع إلا الإحباط واجترار الماضي المراد الهروب منه. وعندما تسأل لا تجد إلا تقاذف كرة النار، والهروب من تبعات هذه الفوضى المحيرة..!! في النصر كل شيء متحرك، كل فشل متوقع، وكل شيء متحول، والثابت الوحيد في النصر هو جماهير الشمس، التي ما زالت تكافح في بقاء نصرها في معادلات الكبار، ومع ذلك تجد من يحتقرها، ومن يرمي تبعات ما يحدث عليها..!! في النصر لا أحد مهما علا مقامه يستطيع أن يعد بشيء، ولا يستطيع مخطط أو مفكر أو خبير، أن يرسم مسارا، أو يتوقع شكل حضور النصر، في أية مباراة أو أي موسم، لأن الفوضى هي سيدة الموقف، بل إن هناك من يكرسها، لأنها تضمن له التواجد، أو بصورة أدق تسمح وتضمن لصوته البقاء على مسرح الفوضى النصراوية. السؤال المهم، هل لفوضى النصر من نهاية.؟ من خلال خبرة عميقة بالنصر وأهله، أستطيع أن أقول، قد يولد الأمل من رحم المعاناة، إن كان للمعاناة رحم.