طالب الدكتور ناصر العمر بعدم التحدث في أمور الدعوة إلا عن علم، مشددا على تأسي أقوال العلماء، ولا سيما في المسائل ذات الخطر، والإخلاص لله في العمل وتحري الصواب، مشيرا إلى أن من يفعل ذلك ويعرف طريقه ويحدد منهجه فلا يلتفت بعد ذلك إلى شيء، بل يمضي في طريقه وإن أصابه ما أصابه، كما قال تعالى: (وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) الحجر: 65. ونوه العمر إلى أن هذه الكلمات ليست دعوة ليلقي الإنسان نفسه أمام المحنة ويعرّضها للابتلاء، لافتا إلى أن العافية لا يعدلها شيء، واستطرد: “صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية”. والفرار من مواطن الفتن مطلب شرعي وكم رأينا من رجل كان يقول إنه لو ابتلي فسيصبر ويفعل ويفعل، فلما وقع البلاء لم يصبر، بل انتكس ورجع عما كان عليه من حمل هم هذا الدين، والعياذ بالله. وأضاف: “المقصود هو أن يقوم المرء بما يجب عليه قياما منضبطا بالمنهج الشرعي بلا إفراط ولا تفريط، فلا تهور يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، ولا قعود وانكفاء عن القيام بما يجب القيام به لأوهام لا حقيقة لها، أو حقيقة لا تعدل مفسدة ما قعد عنه، وكم ممن يمنعه توهم ضرر محتمل أداء ما وجب عليه بيقين، وإذا أخذ المرء بالأسباب، ثم وقع الابتلاء فعليه بالصبر على قدر الله؛ فإنه إن صبر على أذى ساعة يوشك أن يبدل الله عسره يسرا، ويوشك أن يجد عاقبة ذلك خيرا في الدنيا والآخرة. وربط الدكتور العمر، الذي يشرف على موقع المسلم، بين معاناة الأمة اليوم وما يفعله بعض أبنائها ممن غاب عنهم المنهج الشرعي فاندفعوا بوازع من الحماسة غير المنضبطة إلى أعمال خاطئة جرَّت عليهم وعلى مجتمعاتهم الويلات، وعلى الطرف الآخر تعاني الأمة من إحجام كثير من أهل الخير عن ما ينبغي لهم فعله، وكلا الفريقين فقدا النظرة المعتدلة للأمور، وأجاب داعي الحماسة أو الخوف، دون الرجوع إلى أهل العلم الربانيين المعتبرين ليصدر عن رأيهم.