أحاول أن أتفهم الموقف الإقصائي الممارس بحق للنصر ومحاولة طمس بطولاته، من قبل الإعلام الهلالي بمختلف شخوصه ووسائله، والذي يعيش هذه الأيام في حالة استنفار شامل، في محاولة مستميتة لشطب أكبر قدر ممكن من بطولات النصر، حتى إن بطولات النصر أصبحت قضيتهم الكبرى، وكأن حذف بطولة من هذه البطولات سيضيف لرصيد فريقهم في رحلة الآسيوية نقطة هو بحاجة إليها حتى لا يخرج مبكرا كما يحدث له في أغلب البطولات الخارجية.. صحفهم، برامجهم التلفزيونية، مداخلاتهم الهاتفية ببعض البرامج، كتابهم وزواياهم، مؤرخوهم ومؤسسوهم، يعيشون حالة انفعال متحفزة تدفعها رغبة شديدة للدخول لمعقل تاريخ الرياضة السعودية ومحاولة إعادة كتابته بحبر الضغينة، الذي يقزم نادي النصر، ويجرده من قيمته كأحد أركان رياضة الوطن.. ما يحدث من قبل هذا الإعلام المأزوم بتعصبه الذي لم يعد خفيا، لا يمكن أن يفسر أنه تنافس رياضي، ولا يمكن حتى للقارئ العادي أن يصدقهم أن ما يحدث منطلق من مسؤولية وطنية تحتم عليهم الحفاظ على تاريخ الرياضة السعودية، والدليل أن ممثليهم في برنامج مساء الرياضة، الذي أذيع نهاية الأسبوع مروا على خبر إحراز نادي الاتحادي لأول بطولة لكأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة الدوري التي لم تحتسب للنادي الأهلي مرور الكرام، بل إن هذين الخبرين اللذين صححا معلومات متداولة، أغفلت حقوقا مكتسبة لناديين من أهم أندية الوطن، لم تستوقفهم، ولم تثر فيهم الحرص على تاريخ رياضة الوطن كما يزعمون.. في الجانب الآخر، ظهر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، بمسؤولية لم يدعها ولم يسق قبلها المقدمات المراوغة كما فعلوا، بل إنه جسدها بلا مواربة وهو يطالب بإثبات أحقية نادي الاتحاد بإحراز أول بطولة لكأس الأمير فيصل بن فهد، بالرغم من أن هذه المطالبة ستسحب أولوية مهمة من نادي النصر، وهنا يتضح البون الشاسع بين المنهجية المتلبسة بالزعم والادعاء، وبين من يتبع الحق متى ما ظهر له بلا لجاجة كادت تدفع أحد المشاركين في البرنامج إلى الوقوف أثناء الحديث كتعبير انفعالي عن حالة الغليان التي تفور بداخله.. المؤسف أن الزميل الذي فقد السيطرة على مشاعره الفائرة، الذي يتبنى إعادة كتابة التاريخ الرياضي لا يملك تاريخا كتابيا يمكن الاتكاء عليه، وهذا لا يعيبه ككاتب، ولكنه يلقي بالكثير من الشبهات حول المقاصد والنوايا من مماحكاته التاريخية، بالرغم من أن التاريخ لا يملك قدسية تحميه من المراجعة والتصحيح، ولكن لا يجب أن تكون هذه المراجعة محكومة بالتعصب الذي يحمله (المؤرخون الجدد) الذين دفعهم تعصبهم إلى محاولة كتابة تاريخ لا تعرفه سنوات رياضة الوطن.