أوضح الدكتور علي صحفان الزهراني (استشاري نفسي) أن الفجوة بين الآباء والأبناء ليست جديدة على الأسرة، ولكنها زادت “أو قل اتسعت في هذا الزمان” بسبب الانفجار التقني والإعلامي، الذي يشهده مجتمعنا في هذا الزمان. وتساءل الزهراني متعجبا: ماذا نتوقع من مجتمع فيه الأميه لا تزال أرقامها عالية، بينما الأبناء لا أقول متعلمين تعليما تقليديا بل لديهم علم تقني يصعب على الآباء المتعلمين تعليما عاليا مجاراتهم فيه. واعتبر أن هذا حسب اعتقاده هو لب المشكلة والسبب الرئيسي لهذه الظاهرة في هذا الزمان. وأوضح الزهراني أنه إذا نظرنا إلى الأسباب التي وجدت في أزمنة سابقة، فلعل من أهمها حساسية الأبناء بسبب التغير النفسي والفسيولوجي “الجسدي” الذي يطرأ عليهم. وأضاف أن التغيرات التي تحدث للابن من طول في الجسم وخشونة في الصوت واحتلام وغيره، تلقي بظلالها على نفسيته. وذكر أن الابن يصارع للتأقلم مع هذه التغيرات، ويريد أن يقنع نفسه بأن هذه التغيرات هي الإنذار بدخوله مرحلة الرشد والرجولة، “ومع هذا يأتي من يقول له أنت طفل، مثل أبيه الذي يضربه ويهينه أمام إخوته وبالذات الإناث منهن”. وقال إن الطامة الكبرى هي الإهانة أمام زملائه ومنعه من الخروج معهم. وأشار إلى أن هذا سيؤدي لا محالة إلى توتر العلاقة بين الوالدين وأبنائهم. وعن العلاج؛ وجه الزهراني رسالة دعا فيها الوالدين للعودة إلى الوراء عندما كانوا في سن أبنائهم. وقال: “عليهم أن يفتشوا عن أخطائهم في تلك المرحلة، وأن يتجردوا من الذاتية، كي يحكموا على الأمور بموضوعية”. وطمأن الآباء بأن هذه المرحلة مؤقتة في حياة أبنائهم ، وأنها تخف تدريجيا ليعود الابن لوضعه الطبيعي. وقدم عددا من الخطوات التي يجب اتباعها لتمر هذه المرحلة بخير، قال فيها: * لا بد من تعليم الطفل احترام والديه وثقافة المجتمع، وأن هناك خطوطا حمراء لا بد لنا جميعا احترامها. * قبل هذه المرحلة لا بد أن نهيئ الطفل للتغيرات التي ستحدث له في مرحلة البلوغ، باستخدام النصيحة غير المباشرة. * لا بد من احترام خصوصية الأبناء، ليكونوا أقرب منا ولا ينفرون. * مساعدة الابن في اختيار أصدقائه مع تحذيره من الإحراج وبالذات أمامهم. * افتح لابنك حسابا بنكيا، وخصص له مبلغا معينا يكفيه “فقط” مدة الدراسة، مع بعض المستلزمات البسيطة، مع متابعته بشكل غير مباشر في الصرف.