كشفت ناشطة اجتماعية أن الاصابات القاتلة التي يتعرض لها الأطفال يقع منها ما نسبته 70 في المئة تقريبا داخل المنزل، محمِّلة الآباء والامهات مسؤولية ما يتعرض له الاطفال. البيئة المنزلية واشارت الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود (ناشطة اجتماعية) إبان افتتاحها مهرجان حماية الطفل الأول (خطوات) امس الاول الذي يستمر لمدة اربعة ايام في الصالة الخضراء (المدينة الرياضية) بالدمام بتنظيم 130 متطوعا من الجمعية الوطنية لطلاب الطب عضو الاتحاد الدولي لطلاب الطب الذي جاء مواكبا للمؤتمر العربي الثالث لحماية الطفل الذي اختتم اخيرا بالرياض، الى ان النواحي الانسانية للمساكن تعد غير آمنة بالنسبة للصغار من خلال المواد المستخدمة في بناء المنازل كالأصباغ ومكونات المطبخ، فضلا عن ان البيئة المنزلية باتت اليوم متعارضة مع متطلبات الصحة النفسية لغياب التشجير والمساحات الخضراء في معظم المباني السكنية لاسيما أشعة الشمس الضرورية لصحة الاطفال، التي باتت غير مرغوب بها في المنازل، وهو ما تترجمه التصاميم الهندسية الى جانب بيئة الطفل الاجتماعية التي تعتبر عند كثير من الاسر غير آمنة؛ نتيجة ما يحمله بعض الآباء من ضغوطات نفسية واجتماعية وفكرية تنعكس على الأبناء دون قصد منهم. فقدان لغة الحوار ودعت الأميرة غادة خلال حديثها مع “شمس” الى البحث عن الأسباب التي فاقمت من حالات العنف ضد الطفل، مشيرة الى ان فقدان لغة الحوار مع الاطفال وضغوط الحياة ومنها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ساهمت الى حد كبير في اهمال الاطفال ولابد من ايجاد حل سريع، مشددة على اهمية عدم فتح جهات كثيرة دون السعي الى ايجاد حلول. جذب الأسر من جانبها اوضحت ريم الحواس (عضو الجمعية الوطنية لطلاب الطب) ان توعية الاسر والاطفال في خلق بيئة آمنة للطفل وحمايته من جميع اشكال العنف لاسيما حالات العنف الاسري التي باتت تتزايد، كانت السبب الرئيسي في اختيار اسم (حماية الطفل) كشعار للمهرجان من خلال ما يربو على 20 ركنا، اتخذ كل واحد منهم توضيحا للمشكلة ووضع الحلول بصورة تفاعلية ترفيهية مع الأطفال. وتؤكد ريم انهم يعملون جنبا الى جنب مع البرنامج الوطني للأمان الاسري من خلال رفع كافة التوصيات التي يخرج منها هذا المهرجان الى البرنامج. واشارت الحواس الى ان المهرجان يسعى لتحقيق جملة من الاهداف تصب في مصلحة الطفل من خلال اشراك الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال المرضى في اعطائهم الفرصة بتقديم افادة للمجتمع وجذب اكبر عدد ممكن من اولياء الامور والاطفال لحضور المهرجان. (حقوق الانسان) وعن مشاركة هيئة حقوق الانسان تقول: “(حقوق الانسان) مساهمون في هذا المهرجان من خلال ركن التدخين حيث توقع عريضة من قبل الاطفال واولياء الامور تسعى الى فرض قانون يمنع التدخين في الاماكن المغلقة تماما، الى جانب تعزيز قانون منع بيع منتجات التبغ وخلافه لمن هم اقل من 18عاما، وهو القانون الذي نريد فيه ان تعاد صياغته او يكون اقوى، وسوف تشرف عليه الهيئة من خلال الصياغة القانونية وترفعه للجهات ذات العلاقة”. ويسعون كطلاب الى ترجمته الى اهداف ذات علاقة بتخصصهم على ارض الواقع منها: تزيين مستشفيات الاطفال لتحسين صحتهم النفسية خلال مرحلة العلاج، والمساهمة في عمل احصائية توضح ثقافة المجتمع السعودي تجاه حماية الطفل قبل المهرجان، وأثر المهرجان فيها، إضافة الى العمل على تعميم المهرجان على معظم مدن السعودية ابتداء من السنة المقبلة بحيث يصبح مهرجانا سنويا خيريا. بحث عن الدعم لافتة الى انهم جُوبهوا بنظرة تسطيحية من قبل عدد من رجال الاعمال الذين نشدوا دعمهم، تُظهر عدم ايمانهم حيال سلامة الطفل وهموم القضاء على السلوكيات الخاطئة المنتشرة في المجتمع وتضيف: “ما زلنا ننشد مساعدة رجال الاعمال ودعمهم في هذه الاعمال التطوعية المجتمعية التي تعمل على الارتقاء بمستوى الاطفال لكونهم اللبنات التي يتشكل منها مستقبل الأمة”. فعاليات التثقيف من جهة أخرى يحتضن المهرجان ورش عمل وانشطة في عدة مراكز تتضمن اطفال المستشفيات الحكومية ودور رعاية الايتام ومراكز تهيئة ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على رسومات تحت اشراف متخصصين في مجال الرسم واللوحات، وتم فرز هذه الرسمات وسيقام المهرجان بحيث يتم تجهيز المكان بأنواع مختلفة من الانشطة الترفيهية الهادفة التي تتضمن الالعاب والمسابقات والعروض المسلية، وفي الجزء الآخر من المكان يقام المعرض التثقيفي لأولياء الامور والاطفال الذي يحتوي على ثلاثة اركان رئيسية تتعلق بالصحة الجسدية والصحة النفسية وعالم السلامة.. وتتضمن الاركان افكارا مميزة وجديدة لايصال رسالة وهدف كل ركن، وسيكون بمثابة رحلة ممتعة للاطفال والاهالي، يحصلون فيها على تثقيف مؤثر وكثير من المرح والفائدة.