يقوم الإعلام المدرسي بدور ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية، وهو ليس فقط نشر أخبار وأنشطة ومسابقات واحتفالات قامت بها إدارات المدارس، وإنما يعد من أهم وأكثر اللجان المدرسية تأثيرا وتأثرا بالمحيط والمجتمع المدرسي والمحلي الذي يتعايش معه الطالب كل يوم؛ لذا فمن أبرز القضايا المعاصرة التي يجب أن تعنى بها لجان التربية الإعلامية بمدارسنا هي تثقيف الناشئة من الطلاب، وتوعيتهم بسبل التعايش مع الآخرين في المجتمع، واستيعاب مقتضيات العصر الحديث في تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية شكلا وأسلوبا مع الحفاظ على جوهرها الذي لا يختلف مع الشريعة الإسلامية، وآليات التفاعل مع العولمة، وتعبئة شباب الوطن لمواجهة الأحداث الجارية الطارئة وغير الطارئة، وتمكينهم من المهارات التي تعينهم على المواجهة عوضا عن الخوف والاستسلام، أو إسقاط المشكلات على الغير. كما تعنى التربية الإعلامية المدرسية بمساعدة الطلاب على فَهم حقوقهم وواجباتهم، وتقدير قيم الشورى، والإخلاص، وحب الوطن، والانتماء الصحيح، واحترام الآخرين. كذلك يجب أن تهتم تلك اللجان الإعلامية المدرسية بالمشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعانيها الطلاب في المدارس، والتي يجب أن تكون تلك اللجان الإعلامية ركيزة مهمة في أجندة الاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة. والإعلام التربوي يمكن تقديمه بصور وألوان شتى، تستخدم فيها وسائط عدة كالمعلمين والمناهج الدراسية، والإذاعة والصحافة المدرسية، والأنشطة اللاصفية والمعارض ومشاركة المجتمع المحلي بكل فعالياته وبرامجه الإنسانية والتطوعية والرياضية والاجتماعية، وذلك بغية إعداد الطالب لكي يكون عضوا فاعلا في مجتمعه، يملك اتجاهات إيجابية نحو الناس ونحو الأشياء ونحو العمل ونحو الإنتاج، ومشاركا فاعلا في علاج مشكلات بيئته ومجتمعه، وقادرا على تحقيق شروط المواطنة السليمة في تصرفاته وسلوكياته برمتها.