أفضت وساطة عدد كبير من وجهاء وأعيان القبائل، إضافة إلى إمارة المنطقة الشرقية ولجنة إصلاح ذات البين فيها، إلى عتق رقبة مواطن محكوم بالقصاص قتلا. وكانت مفاوضات العفو قد بدأت منذ سنوات إثر حادثة قتل ارتكبها المواطن مفرح يصبا القحطاني، ولكن الوساطات الحقيقية بدأت بعد ظهر أمس؛ حيث اجتمعت عدة قبائل من أهل القاتل في استراحة بحي الفيصلية بالدمام وأوفدت 500 شخص منها نحو منزل ذوي القتيل، وجلسوا أمام المنزل وخلعوا أشمغتهم وأغطية رؤوسهم مدفوعين بعُرف قبلي يلزمهم بذلك عند طلب العفو. وبعد حلول مغرب أمس خرج سعد بن جراد ولي القتيل مع عدد من جماعته وأعلنوا عفوهم عن القاتل مقابل تقديم قسم اليمين من أهل القاتل (الأحلاف)، ونفي القاتل إلى خارج الدولة. عندها طلب المجتمعون إكمال الخير والعفو والعمل النبيل، بالتنازل عن مطلب نفي القاتل وتغريبه، وبعد ساعات أخرى من المداولات وافق ذوو القتيل على تعديل شرط النفي ليكون النفي داخليا، حيث حددوا مدينة القريات مكانا يسكن فيه القاتل طوال حياته ولا يغادره إلى أي مدينة أخرى ما عدا مكة والمدينة. عندها اتفق الجمعان ووقعا الصلح. ورفعت رايات بيضاء صاحبها إلقاء جماعي لأبيات من الشعر، وكل هذه أعراف قبلية ضرورية في مثل هذه الحالات. وقال حسين بن عبدالله آل يصبا والد المعفو عنه ل”شمس”: “نحمد الله ونشكره الذي تمم لنا دعاءنا، وأتقدم باسمي ونيابة عن قبيلتي بخالص الشكر والعرفان ل(آل جراد) الذين رفعت لهم الرايات البيضاء لموقفهم النبيل الذي لا يُستغرب منهم، وهم أهل لمكارم الأخلاق الحميدة، وأشكر الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ونائبه وكافة قبائل قحطان وقبائل يام والقبائل المشاركة معنا وكل من حضر وأسهم في عتق الرقبة، وأسأل الله العلي العظيم أن يكتبها في موازين أعمالهم جميعا”.