أول الهمس يا مشرق اليوم لا صباح هنا يعتريه الغلس وبدأنا.. نغسل بالقصيد المعطر ذواتنا والقمر ليلة البارحة مدار أحداقنا ونستل العنب من مائدة الكلام سبع ليال وأناملي مغروسة في حنطة الوئام سبعة طيور بحرية أدمت معصمي وما دثرتها ببوح وما كان لي بعدها سوى عزلة الأيام وخبز الظلام وقدحت بيدي صوان التفاصيل فتفهرس الوجد على راحتي حتى تشكل كالهلال فقوسني وانحنت هامتي للريح وخاتمي يشع أسرار طيف ويا للطيف وتموج الطيف والصيف وانتعالي المواجع في جنون صيف. وأما بعد وأما بعد يا مسك الذاكرة وهديل الحمام ما كان لي غيري حين انبجس العطر من صدر ورق وتفتحت بيادر ألق.. وما كنت يوما أذكر جيدا يوم انغلاقي وقارورة البحر طافية في بطنها مفتاح الحياة والبحر عميق به تسرطن موت يومها احتفلت بأول نصل وثان وسابع حتى كان جسدي خارطة مدن عاصمتها قلب أذكر أنني شربت من بئر الحيرة دلو الغياب وما كان لي غيري والقصائد سبع لا ثمان مثان سبع تثعبنت على وجودها فسال سمي بداخلي واشتعل النهار من جنون أنامل مجنونة وغاب النعاس وكبر الحداء والنداء ثمة أشياء تدور في عزلة الواحدة كل مساء ومغرب نبضي يستل شرق بوحي وما كان لي غيري ودفق العاطفة يموسق الوقت ووشم الحياة على ساعديها كنقش بلونٍ بهي والمجنون رام الوجود صبحا والبنفسج عطورا.. وزرع على نافذتها طلع البساتين وأخيلة العشاق وسمو المجانين. وما كمل عضو في جنين بوح في رحم قلبها وترفع يدها.. وتشير بإيماءة واحدة والمجانين لغة الإيماءة تسكنهم وغمست إصبعها بعد طول ارتفاع في كريستالة طيف فضعت في إصبعها... كان يتلون بقزحية حياه وما كان لي إلا أن أتنفس الهدوء وأطفئ الريح بصدري هنيهة وما كان لي إلا مضغ الصراخ والركض في اتساع بحر والزرقة منفى العيون والبحر وطن والوقوف صمت. والمدى فاكهة وعشب والنبض روح فطرة مولود والمسافة يقين وعرى النهار لا تنفصم. والغيم مداد الكلام والقصيد.. تبرعم. وما كان لي غيري. أذكر أني تفوهت سؤالا: "لماذا حين نهدي الورد.. نهديه ذبيحا؟!" حينها.. لعنت القطاف والمواسم وتشويه الطلع حتى النحل لعنته على ارتشاف الرحيق... وأحببته لحظة ميلاد العسل. وما كان لي غيري. أيا مشرق النهار.. هاك نبضي والقصائد الهاربة من أزمنتي دوزن الوقت وغب.. فما لي غيري