مع التطور المتتابع كما ونوعا في مجال البث الفضائي عربيا و محليا، خصصت جهات على صلة بالإعلام ملتقيات ومؤتمرات تبحث فيما يمكن فعله لمواجهة السيل الفضائي العارم، لترشيده وضبطه وإحكام الرقابة عليه. وعلى هذا الأساس خصصت الملك عبدالعزيز للعلوم لمدينة و التقنية ملتقاها العلمي ال 23 لهذا الموضوع، حيث انطلق الملتقى صباح ﺃمس الأول تحت عنوان (الفضائيات والعولمة ا لثقا فية و تأ ثير ها في هو ية الشباب السعودي) بمشاركة عشرات الاختصاصيين والخبراء والمهتمين المحليين في هذا المجال. وقال الدكتور عبداﷲ بن ﺃحمد الرشيد نائﺐ رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في سياق شرحه لاختيار هذا الموضوع عنوانا لملتقى العام: "إن تأثير ا لقنو ا ت ا لفضا ئية و الانفتا ح العالمي فيما بين الشعوب بدﺃ يتطور بشكل ملحوظ، فبعد القنوات الفضائيات جاء الإنترنت، وﺃصبح من الصعوبة التحكم بمثل هذه الأمور إلا بشيء واحد، وهو ﺃن نخلق في شبابنا الوقاية التي تنبع من عقولهم وإيمانهم بعقيدتهم ودينهم". وﺃشار الدكتور الرشيد إلى دور المدينة في ذلك من خلال دعم الكثير من الدراسات التي تهتم بقضايا المجتمع والقابلة للتنفيذ، وﺃن هذا اللقاء نابع من السعي لخدمة المجتمع حيث تطمع المدينة في إيصال النتائج للمهتمين، وإثراء النقاش للحصول على ﺃفضل التوصيات لتطبيق هذه المشاريع على ﺃرض الواقع. بعد ذلك بدﺃت فعاليات اللقاء حيث استعرض الدكتور سعد بن معيوف الثمالي من جامعة الملك عبدالعزيز مشروعه البحثي (الفضائيات وﺃثرها في النشء والمجتمع: دراسة مسحية لتأثير مركزية التحكم على تصور النشء للمضمون) الذي هدف إلى تحديد ﺃنماط استخدام البث الفضائي بين الفئات الشبابية (15 - 25 عاما)، وقياس التصورات الذاتية لتأثير البث الفضائي في منظومة القيم الدينية والاجتماعية والانتماء الوطني، وعلى انحراف الأحداث. وقال الدكتور الثمالي: "إن دراسته التي شملت عينة مكونة من 1235 طالبا في التعليم العام، ﺃوصت بضرورة تعزيز الإشراف الأسري على متابعة وتحديد البرامج التي يشاهدها الأبناء مع الأسرة، تدعيم المؤسسات الضابطة، والمؤسسات التعليمية والدينية والأسرة لتعزيز نزعة التحكم الذاتية للأفراد"، كما بينت ﺃن البث الفضائي يمكنه المساهمة في زيادة التسامح تجاه المذاهﺐ الفقهية الأخرى والطوائف الإسلامية، ولكن ليس له تأثير ذو دلالة إحصائية على التسامح الفكري وقبول الاختلاف مع الآخر غير الديني.