ﺃسدل مساء ﺃمس الأول الستار على آخر فصول معاناة ﺃسرة البحار المواطن حسين آل حمزة، الذي كان على ظهر ناقلة النفط السعودية العملاقة المختطفة (سايروس ستار) لمدة 56 يوما، بعدما وطئت قدماه ﺃراضي البلاد قادما من الإمارات عقﺐ تحرير الناقلة التي رست الجمعة الماضي بحمولتها في ميناء الفجيرة بالإمارات. وتواصلت ﺃمس الاحتفالات في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، وتحديدا في حي تركيا الذي تسكن فيه ﺃسرة آل حمزة ابتهاجا بقدوم ابنها حسين، حيث وفد المهنئون من ﺃهالي الحي والأقارب والأصدقاء وﺃعيان المدينة للمشاركة في فرحة عودته سالما. ووفقا لحديث حسين آل حمزة مع "شمس" فإنه فور وصول الناقلة التابعة لشركة فيلا البحرية العالمية والمتفرعة من شركة ﺃرامكو السعودية، نُقل الطاقم إلى ﺃحد المستشفيات الأهلية هناك، وﺃجريت لهم الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من سلامتهم، لافتا إلى ﺃنه وزملاءه لم يتعرضوا لأي ﺃذى من قبل القراصنة الصوماليين. وقال: "ﺃنا شخصيا فخور بأنني البحار السعودي الوحيد الموجود على متن الباخرة، وكم هي لحظة تاريخية في حياتي بعدما عدت سالما إلى وطني بين ﺃهلي وﺃصدقائي". في الوقت الذي وصف فيه الاختطاف بأنه ﺃصعﺐ لحظة مرت في حياته، ﺃشار حسين إلى ﺃنه كان نائما ساعة الاختطاف، لكون نوبة دوامة كانت في آخر الليل وسمع وقتها بدوي جرس الإنذار في الناقلة، وﺃخبروه بأن هناك عملية اختطاف من قبل قراصنة تستهدف الناقلة، وﺃضاف: "بدا لي الأمر وكأنه حلم؛ لأنني كنت نائما ومستيقظافيآنواحد، ولكن سرعان ما ﺃدركت ما يجري، وعرفت ﺃن الاختطاف حقيقي وليس حلما في المنام.. وكانت لحظات عصيبة جدا". وتابع حديثه: "جرت مطاردة الناقلة لمدة ثلاث ساعات، وكان عدد القراصنة في البداية ثمانية ﺃشخاص قبل ﺃن يصبح عددهم لاحقا 13 شخصا، ويستقلون قاربين مسلحين بأ سلحة ثقيلة وﺃسلحة رشاشة متطورة، واستطاعوا الركوب في الناقلةبعدتهديدهمبإطلاق النار، ولكن فور وصولنا إلى قبالة السواحل الصومالية وصل عددهم إلى ﺃكثر من 40 شخصا يقودهم شخص يطلقون عليه الأمير، وكانوا يعملون بنظام المناوبة". وواصل وصف ساعات الاختطاف الأولى: "كنا نحن المحتجزين في غرفة واحدة في الناقلة، ولم يسمح لنا بالتنقل على ظهرها، ثم سمحوا لنا بالاتصال بأهالينا من خلال هاتف الباخرة لمدة محدودة، وذلك مكنني من التواصل مع ﺃسرتي من خلال ثلاثة اتصالات ﺃجريتها لم تتجاوز مدة الواحد منها ثلاث دقائق، كما كان كابتن الناقلة على تواصل دائم مع الشركة".ولفت آل حمزة، إلى ﺃن تواصل كافة فئات المجتمع والمؤسسات الرسميةوالأهليةوالمنظمات الحقوقية وخصوصا ﺃهالي مدينة القطيف مع ﺃسرته منذ معرفتهمبوضعه، كانلهاﺃثر نفسيإيجابيمعﺃهله، وقال إن وقوف المجتمع مع عائلته" ليس بمستغرب "، مثنيا على الجهود التي بذلت لإنهاء عملية الاختطاف والإفراج عن الناقلة. وﺃضاف في هذا السياق: "ﺃشعر بقيمة الوطن من تلك الوقفة، وﺃن ﺃبناء الوطن جزء لا يتجزﺃ من اهتمامات هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وبمتابعة ﺃمير المنطقة الشرقية ونائبه". وحول تفاصيل انفراج الأزمة قال: "لم ﺃشاهد الطائرة الهليكوبتر وهي تسقط مبلغ الفدية على الناقلة ليتسلمها القراصنة، ولكنني لاحظت وجود نحو 30 شخصا تجمعوا لتقاسم الفدية، كما رﺃيت وبقية الطاقم مشهد انقلاب ﺃحد مراكﺐ الصيد التي يتنقل بها القراصنة بعد حصولهم على الفدية". من جهته، قال موسى آل حمزة (والد حسين: ) "إن اللسان يعجز عن وصف الفرحة التي تملأ قلبي بعد ﺃن عشت وباقي ﺃفراد العائلة ﺃياما عصيبة سيطرت علينا جميعا خلال تلك الأيام من الخوف والقلق والحزن على مصير ابننا حسين، وكانت الفرحة لا تكتمل إلا لحظة سماع صوته ورؤيته التي تشعر بالطمأنينة".وثمن آل حمزة وقوف ﺃبناء الوطن إلى جانبهم في محنتهم التي انتهت بسلام والإفراج عن ابنه حسينيشار. إلى ﺃنه للمرة الأولى تتعرض ناقلة نفط إلى الاختطاف والاحتجاز مثلما حصل ل(سايروس ستار) في 15 نوفمبر الماضي وفقا لتقرير المكتﺐ البحري الدولي، الذي ﺃشار إلى تصاعد عدد هجمات القراصنة قبالة السواحلالصوماليةفيالعام الماضي، حيث تجذب الفديات التي تفوق قيمتها مليون دولار المسلحين إلى التوجه إلى مسافات ﺃبعد داخل البحر بحثا عن فريسة ﺃكبروﺃشارت. تقارير المكتﺐ الدولي إلى وقوع 81 هجوما منذ يناير من العام الماضي تعرضت خلالها 33 سفينة للاختطاف. وكان برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا وصف عملية خطف الناقلة السعودية العملاقة التي وقف عليها قراصنة صوماليون بأنها ﺃكبر جريمة خطف سفن في التاريخ قبل ﺃن يتم تحريرها في 9 يناير الجاري.