تختتم اليوم بمنطقة ﺃم رقيبة فعاليات مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل في دورته العاشرة. والجديد في هذه الدورة من المهرجان عدم اقتصارها على عرض مزاين الإبل والتنافس على جائزة الملك المؤسس فقط، بل التركيز الواضح من المنظمين على الجوانﺐ الاقتصادية التي يمكن ﺃن تعود من خلال هذا المهرجان على المنطقة تحديدا وسائر المناطق بصفة عامة، ويتمثل المردود الاقتصادي للمهرجان في الاهتمام بالإبل كثروة ذات قيمة جمالية واقتصادية وتراثية، وتسهم هذه الجائزة التي يرعاها ويقدمها الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا للمهرجان، في الاهتمام بالإبل والعناية بما ينمي هذه الثروة ويرتقي بها على مختلف الأصعدة، وتراوحت ﺃسعار الإبل النادرة التي اشتراها المتنافسون بين 2.2 مليون وسبعة ملايين ريال لتصبح قيمة ما تم الإعلان عنه من قبل ﺃربعة ملاك فقط ﺃكثر من 40 مليون ريال سعودي، فضلا عن ﺃن إحدى الإبل النادرة في السعودية البالغ عددها 100 ناقة تلقى صاحبها مليون ريال كسعر للناقة الواحدة في المهرجانات السابقة من قبل ﺃحد رجال الأعمال السعوديين المعروفين، فيما بيعت إحدى الإبل داخل ﺃرض المزاين بمبلغ خمسة ملايين ريال لأحد المشاركين السعوديين. ويقول زيد الغربي: "من ﺃسباب المحافظة على الثروة الحيوانية في السعودية، مزاين الإبل التي ساعدت على النهوض بأسعارالجميل منها حتى وصلت إلى خمسة ملايين ريال سعودي؛ لتصبح الإبل المشاركة في مهرجان ﺃم رقيبة ﺃكثر من عشرة آلاف ناقة من مختلف الألوان التي ﺃصبحت ﺃسعار الجميلة منها تفوق 005 الﺃلف ريال، بل يمكن ﺃن تصل حتى خمسة ملايين ريال، ولم يقتصر مهرجان ﺃم رقيبة على مزاين الإبل فقط حيث مثلت المنتجات الوطنية التي تعرض على هامش المهرجان من ملبوسات ومأكولات ومقتنيات وهدايا وغيرها، سوقا شعبية كبيرة على مدى ﺃكثر من ثلاثة كيلو مترات ﺃدرّت على المشاركين فيها مردودا ماليا جيدا. ويشير محمد المطيري(مستثمر تموينات عذائية) إلى ﺃن مبيعاته اليومية تزيد على ثلاثة آلاف ريال في وسط الأسبوع، وترتفع إلى ﺃكثر من خمسة آلاف ريال في نهايته، بجانﺐ ﺃن فعاليات المهرجان خاصة الجانبين التراثي والشعبي منها، تسهم بشكل مباشر في تعزيز نمط جديد للسياحة الداخلية ﺃخذ يتنامى في الآونة الأخيرة، ويتمثل ذلك جليا في سياحة الصحراء من خلال الاهتمام بالتراث البدوي والصحراوي وعرضه على الأجيال الحاضرة بنكهته الأصلية وطعمه المتميز. وتأتي مشاركة المرﺃة في المهرجان عبر السوق الشعبية كعارضة للمنتجات التي يحتاج إليها الجمهور من الزوار كدلالة إضافية على شمولية فوائد هذه المناسبة التراثية العظيمة، وتعزيز مكانة المرﺃة في مضمار البناء الثقافي التراثي الاقتصادي التنموي، حيث كانت للمرﺃة مكانة مرموقة في رعاية الإبل منذ القدم وما زالت تؤدي هذا الدور في حياة البادية، وها هو المهرجان يتيح لها المجال لتسهم بفاعلية في صياغة هذه القيم. على الصعيد نفسه تعتزم الجمعية التعاونية لجامعة الملك سعود إطلاق جمعية تعاونية للإبل وصلت حاليا إلى مرحلة تقديم الأوراق اللازمة لجهات الاختصاص، وﺃوضح الدكتور ناصر آل تويم رئيس الجمعية، ﺃن هذا التوجه من الجامعة يأتي في إطار تبني الجمعية التعاونية لجامعة الملك سعود، مبادرات التوسعين الأفقي والعمودي لإنشاء الجمعيات التعاونية في البلاد بما ينسجم مع المستجدات الاقتصادية المحلية والدولية، مشيرا إلى ﺃن إطلاق فكرة إنشاء جمعية تعاونية للإبل جاءت لتصبح المظلة الرسمية لكافة الملاك؛ لما للإبل من دور اقتصادي مهم في السعودية، وﺃضاف: "يمكن ﺃن تستثمر هذه الجمعية في كل النواحي الاقتصادية المتعلقة بالإبل، مثل بيع لحومها ووبرها واستخدام حليبها وﺃبوالها للعلاج".