اطلعت على الموضوع المعنوّن ب "هل يمكن ل(سعودية) ﺃن تعمل خادمة" من خلال عددكم رقم 1026 بتاريخ /2 /11 2008 م، وﺃرجو ﺃن تسمحوا لي ﺃولا بأن ﺃشكر صحيفة "شمس" ا لتي تتيح لقر ا ئها عبر صدر هذه الصفحة التعبير عن آرائهم ومشاركاتهم فيما يعترض حياتهم اليومية، و ا لشكر كذ لك للأ خت سامية النهدي من مدينة جدة التي تحدثت عن موضوع اجتماعي حساس يخص المرﺃة السعودية، وﺃقول: "مسكينة المرﺃة عموما، والسعودية تحديدا؛ حيث إن الأعين مفتوحة ومركزة عليها ليل نهار في عملها وحتى ﺃثناء بقائها في بيتها"، والحقيقة ﺃنني ﺃتفق مع الأخت سامية فيما ذهبت إليه، ونحن نفتخر بأن يكون لدينا نساء بمثل عقلها، فإننا جميعا لا نعترض على نوعية العمل؛ فالعمل ليس عيبا، لكن بالفعل ﺃي امرﺃة سواء ﺃم ﺃو ابنة ﺃو ﺃخت ستحتمل ﺃعباء مثل هذا العمل دون كلل ﺃو تعﺐ، ثم إن المرﺃة السعودية ليست كالخادمة الهندية ﺃو الإندونيسية ﺃو الفلبينية ستحتمل صراخ ربة المنزل ﺃو نهر الابن ﺃو زجر الابنة، والأهم لو افترضنا ﺃن ربة المنزل تعمل فمعنى ذلك ﺃن المرﺃة ﺃو الشغالة ستكو ن بمفر د ها في المنزل، ماذا لو عاد رب الأسرة إلى المنزل وزوجته ما زالت في عملها؟ ! ﺃلا يعني ذلك ﺃنه سيكون بمفرده معها! من يرضى لابنته ﺃو ﺃخته ﺃو زوجته ذلك؟ ﺃما من ا لنا حية ا لما د ية كما ذكرت الأخت فلو افترضنا جدلا ﺃن هناك من قبلت ﺃن تكون (شغالة) كم ستعطى راتبا شهريا؟ وهل ستقبل براتﺐ متدن مثلها مثل الإندونيسية ﺃو الفلبينية ﺃو الهندية؟ شخصيا لا ﺃعتقد ذلك، للأسف هناك من استغل موضوع الترويج لعمل المرﺃة السعودية كشغالة؛ إذ وصل الأمر ببعض الأجانﺐ الذين يعيشون في بلدنا وبين ظهرانينا إلى الإعلان عن طلﺐ (شغالة سعودية) تحديدا، وكأنه استغلال بقصد الإساءة، وهذه هي المصيبة الكبرى، وﺃخشى ما ﺃخشاه ﺃن غالبية من يتحدثون عن هذا النوع من العمل لا يقصدون منه ا لعمل نفسه بل قد يكون الإساءة إلى المرﺃة السعودية بأي شكل، ويبدو لي ﺃن هؤلاء نسوا ﺃو تناسوا ﺃن المرﺃة لدينا اعتادت ﺃن تكون مصونة، وقد يلجأ ﺃبوها ﺃو ﺃخوها ﺃو زوجها للعمل نهارا وليلا حتى تبقى معززة مكرمة، ليس لأنه لا يريدها ﺃن تعمل، بل لأنه يريدها ﺃن تبقى دائما جوهرة مصونة بعيدة عن الخدش.