من خلف ﺃسوار ﺃحد السجون حيث كان يعمل هناك حارس ﺃمن يقف ﺃمام القضبان الحديدية يحرس المساجين ويقدم لهم الطعام والشراب ويقيد ﺃيديهم بالسلاسل، والقيود من هنا بدﺃت حكاية (ﺃبو) سعد كمثال للأب القنوع المكافح بما يسره له اﷲ سبحانه في هذه الدنيا من مرتﺐ كان يتقاضاه قبل تقاعده قد لا يذكر خصوصا في مثل هذه الأيام التي يصعﺐ العيش، فيها يقوم كل صباح متجها إلى مقر عمله يداعﺐ المساجين ويخفف من آلام ضيقهم وهمهم بالترفيه عنهم من خلف القضبان، الحديدية يحضر لهم الطعام من منزله ويتناوله معهم على سفرة الخوص القديمة رغم ﺃن هذا العمل يخالف جميع قوانين السجن. يقول (ﺃبو س ع د): "إن الحياة في ذلك الوقت كانت صعبة جدا رغم سلا ستها، فا لعمل مع حرارة تلك الأجواء وتقلبات الطقس ع ودت ن ي على شظف العيش طيلة، حياتي وتعلمت منها الصبر والجلد وﺃن م ا يرزقني ب ه اﷲ سبحانه هو ما ﺃرضى به ولو كان، قليلا لقد كانت حياة بسيطة جدا حيث القلوب الرحيمة والمحبة والتسامح والعطاء في تلك الحقبة، التاريخية فقبل نحو 25 عاما كنت ﺃقوم مبكرا وفي يدي كسرة خبز يابسة ﺃقتات منها وﺃسد بها جوعي حتى ﺃعود للمنزل في الظهيرة حا ملا بعض ما ير ز قني به اﷲ في طريق، عودتي ﺃتجه إلى مقر عملي الذي كنت ﺃ تقا ضى منه نحو 500 ريال، فقط هذا المبلغ القليل الذي قد لا يذكر كان يكفيني وزوج ت ي إلى نهاية الشهر بل ويزيد لأنه لي ولزوجتي، فقط ثم رزقني اﷲ بأربعة ﺃبناء في البداية لكن توفاهم اﷲ ودفنتهم، بيدي ولم ﺃجزع من "ذلك. يعود (ﺃبو) سعد متكئا على ذلك الكرسي الذي كان ي ع ش ق ال ج ل وس عليه ويتذكر عهدا مضى ويكمل قصته: بقوله "لكم تمنيت ﺃن يكون لدي ﺃبناء يعينو ني على نو ا ئﺐ، الدهر حيث كنت ﺃخاف كثيرا على ترك زوجتي في المنزل بمفردها لأنها كانت في ذلك الوقت صغيرة جدا لم تتجاوز 02 ال من، عمرها وبعد صبر ودعاء ورجاء ﷲ رزقت بأول طفل لي حيث كان صراخه وبكاؤه يملأ منزلي الصغير المبني من الحجارة في ذلك الوقت. بعد ف ت رة من الزمن وج دت ﺃن ﺃبنائي ملؤوا المنزل وﷲ الحمد حيث وصل ع دده م إلى (12) فكنت ﺃ صطحﺐ بعضهم م ع ي إل ى م ق ر عملي حاملين م ع ه م كتﺐ، الدراسة وكنت ﺃفرغ نفسي لهم كثيرا وﺃشد على، ﺃيديهم حتى ﺃصبح معظم ن زلاء السجن في ذلك الوقت يحبون ﺃبنائي و يقضو ن معهم بعض، الوقت كان لي ﺃمل كبير و تحقق بحمد ا ﷲ و هو ﺃن ﺃرى ﺃح ده م ضابطا عسكر يا يخد م مليكه ووطنه ويرفع من شأني وشأن، والدته وقد تحقق لي ذلك بفضل من اﷲ سبحانه ثم لشدتي عليهم في ذلك، الوقت حيث كنت شديدا في تعاملي معهم خصوصا فيما يعود عليهم بالنفع الكبير في مستقبلهم لأ نني كنت ﺃعلم ﺃن ه سيأتي اليوم الذي لن يتمكن ﺃحدهم من العيش ومزاولة الحياة على طبيعتها ما لم يحصل على وظيفة مرموقة تدر عليه المال، الوفير بين عشية وضحاها وجدت ﺃن ﺃبنائي ﺃصبحوا ضباطا حماة لوطنهم وهذا ما كنت ﺃتمناه وتحقق لي بحمد من "اﷲ.