أكد وزير العدل الدكتور محمد العيسى، أن المملكة لا تحمل أي شعار أو هوية غير اسم الإسلام بمفاهيمه الوسطية المعتدلة، «التي استطعنا أن نبني في بيئتها المستنيرة دولتنا الحديثة ونكون علاقات أخوية وصداقات، تفاعلنا من خلالها إيجابا في عالمنا الواسع وأن نترجم ذلك بدعوة تاريخية وغير مسبوقة أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث دعا إلى حوار الحضارات والثقافات والأديان وأنشأ لذلك مركزا عالميا»، مؤكدا أن من أشد الأحكام جورا التي تعتمد في أسانيدها على طرف دون استطلاع ما لدى الطرف الآخر. واستعرض وزير العدل خلال لقائه نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليم بيرنز ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في واشنطن، الخطوات الكبيرة للمملكة فيما يتعلق بالإصلاحات القضائية، مشيرا إلى العديد من الإصلاحات فيما يتعلق بالتشريعات وإجراءات التقاضي، ومنع الاتجار بالبشر، وجرائم غسل الأموال. وأوضح وزير العدل: «لدينا قضاء مستقل ومحايد، ولا يوجد لدينا قضاء استثنائي لا عسكري ولا محاكم أمن دولة، بل يباشر القضاء الطبيعي النظر في كل القضايا»، وأضاف «إننا استفدنا من تجاربنا ومن الخبرات الدولية في تطوير وتحديث الجوانب التشريعية، واستطعنا أن نلاحق الجريمة ونجعلها في انحسار، خاصة في مجال الإرهاب، إضافة إلى جرائم الاتجار بالبشر، وغسل الأموال، وغيرها». وتناول العيسى في اللقاء الإصلاحات المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان عموما وحقوق المرأة على وجه الخصوص، مبينا أن أكبر ضامن لهذه الحقوق هو القضاء السعودي العادل، وأوضح «نحن نتميز بأن الحريات التي نؤمن بها نعتقد أن مصدرها إلهي وأنه لن يسيء للإنسان في وطننا أحد سوى إساءته هو لنفسه» وقال: «إننا فخورون باحترامنا لكل التزاماتنا الإنسانية والأخلاقية والدولية، ونستطيع أن نحاور في هذا بكل شفافية»، وتابع «لا ندعي الكمال المطلق أبدا فالكمال المطلق للخالق جل وعلا، فكلنا في طريق الإصلاح والتحديث والتطوير، ونحن نمضي بثقة في هذه الإصلاحات ويكفي أننا في أعوام قليلة حققنا ما لم تحققه دول في عقود من الزمن ومن استقرأ حالتنا الوطنية وقارنها بغيرها اطلع على مسيرة استثنائية تنم عن عزيمة وصدق واستشراف للمستقبل كبير». وذكر العيسى أنه «بسبب وسطية مفاهيمنا الإسلامية ومحاربتنا لكل فكر متطرف فقد عانينا من الإرهاب الدخيل على مفاهيمنا وأفكارنا وكنا مع الأسف هدفا له، لكن الشعب السعودي كله استعد لمحاربة هذا الفكر وهو عازم ومصمم على محاصرته وإقصائه باعتباره عنصرا غريبا على مجتمعنا الذي استقر بمفاهيمه الإسلامية الوسطية المعتدلة أكثر من قرن من الزمن دون أن يعرف هذه الآفة العالمية».