تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دشن وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أمس في العاصمة الرياض فعاليات منتدى التنافسية الدولي السادس 2012، وذلك في فندق الفورسيزون ببرج المملكة، بحضور ومشاركة قادة الأعمال والسياسة والاقتصاد لمناقشة «تنافسية ريادة الأعمال»، محور المنتدى لهذا العام. قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي القاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، إن فعاليات منتدى التنافسية الدولي في دورته السادسة الذي يهدف لترسيخ مفاهيم التنافسية ونشر ثقافتها بين شرائح المجتمع وقطاعات الأعمال عبر هذه التظاهرة السنوية التي أصبحت منبرا دوليا يتم فيه بلورة الأفكار والرؤى حول التنافسية وصياغة الفكر العالمي حول مفاهيمها وتطبيقاتها. مبينا أن المملكة تعطي الأولوية لرفع مستوى معيشة المواطن، وتحقيق الرفاهية والاستقرار، وتوفير فرص العمل، بتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة بمعدلات مرتفعة، حيث تبنت المملكة مفهوم التنافسية لإدراكها أنه يساعد على الارتقاء بمستوى أداء مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، كما يساهم في تنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، الأمر الذي يخلق فرصا وظيفية جديدة، وزيادة معدلات تكوين منشآت الأعمال، ومن ثم زيادة الناتج المحلي الإجمالي. وأشار الربيعة: إن تحسين مناخ الاستثمار ورفع تنافسية بيئة أداء الأعمال هو الطريق الأقصر نحو زيادة معدلات الاستثمار المحلي والأجنبي، الذي يعتبر المحرك الرئيس للتنمية الاقتصادية. ولقد أدى اهتمام المملكة برفع تنافسية اقتصادها إلى حصولها على المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والثانية عشرة عالميا وفقا لتقرير سهولة ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي عام 2011، وحصول المملكة على المرتبة ال«17» عالميا في تقرير التنافسية الدولي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وأشار الربيعة إلى أن منتدى التنافسية يعقد هذا العام تحت عنوان «ريادة الأعمال» التي تهدف إلى إنشاء مؤسسات جديدة أو تطوير مؤسسات قائمة حكومية أو خاصة قائمة على تبني الأفكار الإبداعية واستثمار الفرص الجديدة. مبينا، كما نطمح أن تكون ريادة الأعمال فكرا وسلوكا يتبناه القطاعان العام والخاص وذلك بما ينسجم مع جهود الدولة نحو دعم أصحاب الشركات الناشئة وتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة للشباب كي يصبحوا رواد أعمال يوفرون الفرص الوظيفية لهم ولغيرهم من أبناء وبنات هذا الوطن باعتبارهم شريحة مهمة لمستقبل الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية. وقال المدير العام لمنتدى التنافسية الدولي عبدالله العزيب: «يسرني أن أرحب بكم في منتدى التنافسية الدولي السادس 2012، الذي يأتي امتدادا لما حققه المنتدى بفضل الله في دوراته السابقة من نجاحات تستمر معنا حتى اليوم، شاكرا لكم باسم فريق تنظيم المنتدى مشاركتكم في مناقشة القضايا ذات العلاقة بتنافسية الاقتصاد وأهم المتغيرات الاقتصادية على المستويين العالمي والمحلي والخروج بمبادرات تضيء طريق التنافسية المحلية والعالمية والتعريف بالتطورات الحديثة في النظام الاقتصادي العالمي ودور الحكومات والقطاع الخاص في تفعيل تنافسية ريادة الأعمال من حيث الحوافز والمتطلبات والتحديات». وبين العزيب أن المنتدى لهذا العام يقام تحت عنوان «تنافسية ريادة الأعمال »، وتم اختيار هذا العنوان نظرا لأهمية فكر وأساليب ريادة الأعمال في رفع تنافسية الاقتصاد الوطني وفي تطوير أداء القطاعين الحكومي والخاص والأثر المهم الذي يضيفه التعاون والمبادرات المشتركة بين القطاعين وأهمية استغلال الفرص ومواهب الشباب القادر في مختلف المجالات وتحويل الباحثين عن عمل إلى أرباب أعمال ومستثمرين يقومون بتوفير وظائف لهم ولغيرهم من أبناء وبنات الوطن. وقال المدير العام لمنتدى التنافسية الدولي: «نسعد بأن يكون بيننا 104 متحدثين من أهم رواد الأعمال في العالم وكبار المفكرين في هذا المجال وعدد من القيادات التي يفخر العالم بما قدموه للإنسانية من عطاءات لطرح رؤى اقتصادية وفكرية حول تنافسية ريادة الأعمال من خلال 35 حلقة نقاش، وقد سجل في المنتدى ألفا مشارك من 48 دولة بمعدل نمو كبير مقارنة بالدورات السابقة، وتم تغيير نظام الجلسات التقليدي وإضافة ورش العمل التفاعلية لإعطاء الفرصة للحضور للتواصل بشكل فعال مع المتحدثين». وأضاف أن منتدى التنافسية الدولي لا يصدر توصيات ولكنه يطلق مبادرات محددة يتم تنفيذها في العام التالي حيث بلغ عدد المتقدمين لمبادرات المنتدى هذا العام 2300 من أبناء وبنات المملكة وسيتم خلال الأيام القادمة تكريم الفائزين الذين تم اختيارهم وفقا لمعايير دقيقة وفقا لكل مبادرة. وبين الغريب أن المنتدى يلتزم عاما بعد آخر بوعده بأن يكون منصة لإطلاق مبادرات تضيء طريق التنافسية المحلية والعالمية، داعيا من متحدثين ومشاركين إلى طرح أفكارهم حول مبادرات نوعية تضيء طريق التنافسية المستدامة. ثم ألقيت كلمة الهيئة العامة للاستثمار ألقاها رئيس قطاع التسويق في الهيئة العامة للاستثمار فهد حميدالدين أوضح فيها أن الهيئة تسعى من خلال المنتدى إلى تحقيق العديد من الأهداف من أهمها بلورة الأفكار والرؤى حول مفهوم التنافسية من قبل شخصيات قيادية عالمية ومحلية ليصبح أحد أهم المنابر العالمية لمناقشة ودراسة القضايا المتعلقة بالتنافسية وتوظيف نتائج المنتدى وخلاصة حواراته في تطوير أداء الهيئة العامة للاستثمار والجهات الحكومية ذات العلاقة بالاستثمار، وجذب الاستثمارات المشتركة والأجنبية إلى المملكة عبر تعريف المتحدثين والمشاركين العالميين في المنتدى بمزايا بيئة الاستثمار في المملكة وتحفيزهم على الاستثمار فيها. وقال «انعكس نجاح هذا المنتدى على صورة بيئة الاستثمار في المملكة وسمعتها في المحافل الدولية والتجمعات الاقتصادية الكبرى، حيث يحظى بمتابعة إعلامية دولية وأصبحت تصفه بدافوس الشرق الأوسط، كما صار المنتدى مرجعا في الدراسات الدولية حول التنافسية، حيث كان منصة لإطلاق مجلس التنافسية العالمي بتأسيس من مركز التنافسية الوطني بالمملكة ومجلس التنافسية الأمريكي وأصبح الآن يضم عشرين دولة». وبين حميدالدين أن المنتدى السادس يركز على تنافسية ريادة الأعمال ومناقشة التطورات المتسارعة في هذا المجال، مشيرا إلى أن فكر ومبادرات ريادة الأعمال لا تقتصر على القطاع الخاص بل أصبح مطلوبا من الجهات الحكومية تبني هذا الفكر وتنميته. وأفاد أن الهيئة العامة للاستثمار قد تبنت خلال دورات المنتدى المختلفة العديد من المبادرات المهمة لزيادة تنافسية القطاعين العام والخاص والأفراد من أبناء وبنات المملكة وتم تنفيذها بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين الذين يدعمون بحس وطني هذه المبادرات .