ما يشاهد على شاشات التلفاز من برامج غنائية شوهت صور بعض الفنانين الذين تصدوا إلى تقييم المواهب الغنائية الشابة على الرغم من أنهم لا يملكون المقومات التي تخولهم بذلك، ولما للغناء من شعبية جارفة في العالم وفي الوطن العربي بالتحديد أصبح الوضع مغريا للغاية لمن يريدون الكسب المادي، فمن خلال ما نشاهده في الآونة الأخيرة من برامج كثيرة في ظاهرها خدمة الفن، وفي الواقع هي بعيدة عن ذلك كل البعد فهي مجرد لعبة لعبها أصحاب رؤوس الأموال لكسب المزيد، برامج محتواها فارغ لا يؤدي إلى الغرض الذي يزعمون أنهم يعملون كل هذا من أجله، والأمثلة على هذه البرامج كثيرة ولا داعي لذكرها، وأعتقد أن هذه البرامج تفتقد إلى المصداقية والعمل الجاد وهذا ما جعل الكثيرين ينتقدونها. وعادة ما تكون المواهب صيدا سهلا لمثل هؤلاء المتاجرين بأصوات وبطاقات الشباب الذين يملكون كل ما يخولهم للإبداع، وما يجعل هذه المواهب توافق على مثل هذه البرامج هو اندفاعهم إلى تحقيق رغباتهم وطموحاتهم والتي لطالما تمنوها في حياتهم ويقودهم هذا الحماس إلى عدم التفكير في نوعية البرنامج ومدى نجاحه وصقلهم بالشكل الجيد الذي يمنحهم تأشيرة الدخول إلى عالم الفن. ولا يعني أنه لا يوجد برامج جيدة استطاعت أن تكتشف مواهب وتقدمها بشكل جميل دون الحاجة إلى الابتذال والإسفاف ولقيت كل الاحترام من المشاهدين، وحظيت بحب الجمهور ويتوقع لها البروز في الأغنية العربية، ومن وجهة نظري أرى أن كل برنامج يقوم على التصويت من خلال الرسائل القصيرة بنسبة كبيرة هو برنامج تجاري بحت وقد يظلم صوت على حساب صوت آخر.