لعبت الصدفة دوراً كبيراً في شهرة المطربة المغربية سميرة سعيد، فقد غنت أثناء احتفالات الملك المغربي الحسن الثاني بعيد جلوسه على العرش، في حضور عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي اللذين شجعا الطفلة صاحبة الصوت الجميل على الانتقال الى القاهرة وبدء مسيرتها الفنية من أم الدنيا. الموهبة القوية والإرادة، أوصلتا سميرة الى القاهرة عام 1977، وجمعها تعاون مع بليغ حمدي، ومن ثم مع عدد من أبرز الموسيقيين والشعراء والملحنين والموزعين، لتقدم حتى الآن أكثر من 30 ألبوماً خلال رحلتها الغنائية، وتكون المطربة العربية الأكثر غزارة في الإنتاج في مصر. ومن الألبومات التي شكلت ملامح مشوارها الفني «الحب اللي أنا عايشا»ه، «بطاقات حب»، «بنلف»، «حكاية»، «أنا ولا أنت»، «مش ح تنازل عنك»، «كل دي إشاعات»، «أنت حبيبي»، «ع البال»، «يوم ورا يوم» و «قربني ليك”. وتجمع سميرة في أغنياتها بين روح الشباب وفكر الكبار، وتبتعد قدر الامكان عن الإسفاف والابتذال والعري، الى مصلحة الأحاسيس والمشاعر والرومانسية. تقول ل «الحياة»: « أن سيطرة المخرج على العملية الغنائية من خلال الفيديو كليب ليس بالأمر السيئ ما دام لا يقدم عملاً يحمل أفكاراً تختلف عن المطلوب من ظاهرة إنتشار الفيديو كليب لجذب المشاهد. فالمخرج الذي يهتم بالإيحاءات والإثارة يظلم الأغنية». وتضيف: “عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وشادية وغيرهم من النجوم، قدموا أعمالاً سينمائية حتى يصدقهم الجمهور كمطربين، لأن السينما كانت النافذة الوحيدة أمامهم في ذلك الوقت، إضافة إلى وجود منتجين كانوا يستوعبون ذلك، ولكن الأمر اختلف الآن، وبات الكليب نافذتنا الوحيدة إلى جانب السينما لو وجدت بشكل جيد ومؤثر”. ثمة شعراء مهمون رافقوا سميرة في رحلتها الغنائية، ومنهم بهاء الدين محمد الذي ساعدها كثيراً في تقديم العديد من المواقف المختلفة لمشاعر المرأة الحقيقية. وتعد الفنانة المغربية من المحظوظات، إذ رافقتها رحلة غنائية ناجحة، إلى درجة أن بعض الأغنيات التي كانت تسجلها على سبيل الاحتياط حققت نجاحات مذهلة لألبوماتها، فكثير من الأغنيات قد تكون سبباً في نجاح الألبوم، ولكنها تأثرت أخيراً بقرصنة سوق الكاسيت. وتحرص سميرة على سماع موسيقي الأجيال محمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ وهشام عباس وأنغام والراحلة ذكرى. أما الأصوات الغربية التي تطرب لسماعها، فهناك ثلاث مغنيات تعتبرهن الأفضل، وتيني هيوستن وماريا كاري وسيلين ديون. كما تحب أيضا سماع انستاسيا ومادونا وجانيت جاكسون وجنيفر لوبيز . وإذا كانت بدايات سميرة مع كبار الموسيقيين في مصر والوطن العربي مثل بليغ حمدي وحلمي بكر ومحمد سلطان وجمال سلامة ومحمد الموجي، وابتعادها فجأة عنهم لتخوض تجارب غنائية أكثر شبابية وعلى موسيقى الراي أحيانا، فإن هذا الاتجاه لم يكن مقصوداً بل عملية فرضتها ظروف التجديد ومسايرة ومواكبة روح العصر في القوالب الموسيقية المتجددة.