لم يكن أكثر المتشائمين من الجمهور القليل الذي حضر عرض مسرحية «دو ري مي فاصوليا» للفنان سمير غانم في دبي ليفكر ولو للحظة بأنه سيرى هذا النجم صاحب التاريخ الجميل في حال مزر كتلك التي ظهر فيها ولم يكن أحد ليعتقد بأنه سيرى عرضا مسرحيا ركيكا وهزيلا لهذه الدرجة. وفي الوقت الذي تأخر فيه بدء العرض عن موعده المقرر في محاولة لملء جزء من قاعة مسرح المدرسة الهندية بالحضور الذي كان أكثره من المدعويين ، كان أولئك يستغربون مشهد المقاعد الكثيرة الفارغة إلا أنهم كانوا يمنون النفس بمشاهدة عرض مسرحي يليق بسمير غانم وتاريخه الفني كما كانوا يمنونها بالضحك والمتعة لأن بطل المسرحية هو باختصار أحد أبرز وأهم نجوم الكوميديا الذين عرفتهم المنطقة العربية ، إلا أن الرياح جاءت بما «تكره» السفن حيث غابت عن ذلك العرض كل مقومات النجاح من ديكور وإضاءة وهندسة صوت وجمهور ، حتى نجوم العمل غابوا عنه فكانت تلك الليلة أشبه بالدراما السوداء إذ قلما ارتسمت البسمة على شفاه الحضور فكانت الأمسية في مجملها «فاصوليا» مسرحية أبرز عناوينها الفشل الذريع. أما سمير غانم فقد باءت محاولاته لإنقاذ العرض بالفشل أيضا ، بل إنه زاد الطين بلة وكان القشة التي قصمت ظهر البعير حين أسرف غانم في الإسفاف والعبارات التي تحتوي على إيحاءات جنسية وأخرى من العيار الثقيل الذي أثار اشمئزاز الحضور أكثر من إضحاكهم مما دعا الكثيرين لمغادرة القاعة بعد أن نسي سمير غانم على ما يبدو أنه يقدم عرضه هذا في بلد خليجي له عاداته وتقاليده التي ترفض مثل هذا الابتذال. ولعل محاولات سمير غانم تلك قد جاءت لإنقاذ نص مسرحي ركيك وحوارات طويلة مملة لا تمت إلى الكوميديا المسرحية بصلة حيث ظهرت ميمي جمال في أسوء حالاتها وتبعها فريق العمل الذي حاول لاحقا الاعتماد على «هبل» شعبان عبد الرحيم لإضحاك الحضور الأمر الذي بدا مصطنعا ، ربما لأن الناس يعلمون حقيقة هذا المطرب الشعبي الذي يصطنع «الهبل» أو «يستهبل» كما يقول إخواننا المصريون ويخفي بلا شك عكس ما يظهر وهذا هو مصدر رزقه وسر نجاحه. باختصار شديد ، لم تمر ليلة عرض مسرحية «دو ري مي فاصوليا» في دبي على خير وتحديدا بالنسبة لسمير غانم، وهو ما اعتبره جرس إنذار عليه أن يتنبه له جيدا قبل فوات الأوان ، وإن كان قول الأعشى «ودع هريرة إن الركب مرتحل» هو أكثر ما ينبغي على هذا النجم الذي لطالما أحببناه ولكن «هل تطيق وداعاً أيها الرجل»؟!