بدأت جدة خطوات أخرى لتصبح قبلة عالمية لسياحة المال والأعمال في المنطقة على غرار الجارة دبي، وتشهد غدا انطلاق مهرجان جدة للتسوق تحت عنوان «هيا جدة» ويستمر حتى 26 ربيع الأول 1433ه، فيما يتزامن مع المشروع الجديد مشروع عملاق آخر وهو بناء برج عملاق «ميل تاور» باستثمار قدره 55 مليار ريال وبارتفاع 1600 متر أعلنت عنه شركة المملكة القابضة التي يرأسها الأمير الوليد بن طلال. ويرفع المهرجان في عامه الأول ثلاثة شعارات رئيسية هي «امرح – اربح – تسوق» فيما استغل القائمون على المشروع شبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بجدة ومهرجانها الجديد مقدمين إغراءات لجذب السياح بينها برامج ترفيهية تسويقية وبرامج وتخفيضات تصل إلى أكثر من 70 % في المراكز التجارية والفنادق لجذب العائلات سواء السعودية أو المقيمة. وفى خطوة عملية لتحويل حلم تحويل «عروس البحر الأحمر» وهو لقب جدة المفضل لعشاقها إلى واقع عملي، أوضح رئيس مركز جدة للتسويق لؤي هشام ناظر أن فكرة المهرجان نبعت من الهيئة العليا للسياحة التي تعمل على الارتقاء بالسياحة الداخلية، مشيرا إلى أن أمين جدة دعا إلى أن يكون هناك ابتكار جديد يبتعد عن التقليدية واستغلال كل المقومات التي تتمتع بها المدينة. ولم يحدد رئيس مركز جدة للتسويق جدولا زمنيا لتحقيق حلم جدة كمدينة عالمية ولكنه أشار إلى أن الجهود ستتواصل لتحقيقه معتبرا المركز من أهم وأبرز المراكز التي ستكون عنصرا فاعلا في النهوض بمدينة جدة اقتصاديا من خلال الإشراف على المهرجانات لتحقيق معدلات النمو الاقتصادي. ونفى عن المركز الحديد الأهداف التجارية وقال إنه مركز غير ربحي يعمل على تسويق مدينة جدة كمقصد سياحي واقتصادي من خلال تنظيم المنتديات والمهرجانات والمعارض، وأشار إلى تحديد موعد إقامة مهرجان «هيا جدة» من 18 يناير إلى 17 فبراير 2012 لتتوافق مع إجازة الربيع وهو ما يتيح نجاح المهرجان من أجل تعزيز مكانة جدة كوجهة للخريطة السياحية والاقتصادية في السعودية. وأوضح ناظر أن من أهم أهداف مركز جدة للتسويق جعل مدينة جدة مركزا اقتصاديا وترفيهيا لكل الزوار لها من كافة المدن السعودية والدول المجاورة الخليجية والعربية ثم الانتقال إلى المرحلة الأهم تسويق جدة عالميا كمدينة لها خصوصيتها الاقتصادية والتجارية والسياحية. واستبعد ناظر أن يكون هناك خلط بين مهرجان جدة للتسوق ومهرجان جدة غير، وأوضح أن تنظيم مهرجان جدة للتسوق يضع مسؤولية كبيرة على عاتق مركز التسوق واللجنة المنظمة من حيث الحرص على اختيار الفعاليات والأنشطة المتنوعة ذات المستوى العالمي والجودة العالية. وأكد أن المنظمين للمهرجان هذا العام عملوا على إلغاء المعادلة الصعبة التي كانت سائدة في الأعوام السابقة والمتمثلة في الرسوم العالية لدخول الفعاليات مع الحفاظ على جودة العروض ومستوى العارضين حتى يستطيع أغلب مرتادي المدينة الساحلية الحضور والاستمتاع بعروض صيفها إلى جانب التخفيضات على المشتريات والتي تتجاوز في بعض الأحيان70 %. وبين ناظر أن مدينة جدة تحتل اليوم مركزا متقدما على خريطة السياحة السعودية، إذ بلغت الاستثمارات السياحية الحالية فيها نحو 12 مليار ريال، ويتوقع المراقبون أن يرتفع حجم إنفاق زوار المدينة خلال صيف 2012. وقال إن صناعة المهرجانات المحلية داخل المملكة حققت نجاحات في السنوات الأخيرة جعلت منها هدفا للمهتمين حتى من خارج المملكة والقادمين للعمرة، مؤكدا أن زوار مدينة جدة سوف يستمتعون في «هيا جدة» بتجربة التسوق في أفخم وأرقى مراكز التسوق التي تتجاوز ال 360 مركزا ومولا، وأن المهرجان سيقدم أيضا عروضا ترويجية خاصة بالمطاعم تلبي رغبات الجميع. وأوضح ناظر أنه تم الأخذ في الاعتبار عدة عوامل محلية وإقليمية عند تحديد تاريخ المهرجان خاصة فما يتعلق بالإجازات في المملكة والمنطقة بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد من السياح والعائلات في المنطقة لزيارة جدة، فضلا عن أن تحديد تاريخ المهرجان قبل فترة كافية يمنح أصحاب المؤسسات والشركات وقتا كافيا للقيام بالترتيبات والتجهيزات التي تمكنهم من جذب السياح والزوار. وعن آلية تحويل جدة إلى مدينة للسياحة والأعمال يرى الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة عدنان مندورة أن إنشاء مجلس التسويق الجديد هو أهم الآليات لتحويل الحلم الجديد القديم، مشيرا لتوجه لتحويل جدة إلى مدينة عالمية لسياحة المؤتمرات والمنتديات والمعارض والمهرجانات بجانب العمل تأهيل المدينة للأعمال التجارية والاستثمارية من خلال رفع سعة الموانئ والارتقاء بمشاريع البنية التحتية. وأشار مندورة إلى أن المهرجان يعطي جدة طابعا اقتصاديا وسياحيا جديدا مميزا عن المدن الخليجية والعربية خاصة وإنها تحظى بنسبة أكبر من الزوار وعلى رأسهم الحجاج والمعتمرون