تصدرت أوضاع السوق البترولية في ظل المعطيات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية مباحثات وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي مع زعيم الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي إيريك كانتور والوفد المرافق له بالرياض أمس، وجدد النعيمي تأكيدات المملكة بأهمية التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول من أجل استقرار أسواق البترول العالمية. وتنسجم تلك التوجهات مع تصريحات سابقة كشف فيها أن إنتاج المملكة من النفط الخام يتجاوز حاليا العشرة ملايين برميل يوميا، ما يشكل 18 % من إجمالي تجارة البترول الدولية، مضيفا أن أهداف بلاده تتضمن «استقرار الأسواق وتوفير الطاقة الفائضة لمواجهة أي نقص في الإمدادات أو زيادة غير متوقعة في الطلب». وأكد وزير البترول أن أبرز أهداف السياسة النفطية للمملكة تتضمن استقرار الأسواق وتوفير الطاقة الفائضة لمواجهة إي نقص في الإمدادات أو زيادة غير متوقعة في الطلب، وقال «إن أهداف السياسة البترولية الدولية للمملكة واضحة، وأبرزها استقرار السوق وتوفير الطاقة الإنتاجية الفائضة المناسبة لمواجهة إي نقص في الإمدادات أو زيادة غير متوقعة في الطلب». وتابع «إن هذه السياسة مستقرة ومبنية على الاعتدال وستستمر كذلك في العقود القادمة». تطرق الجانبان إلى تطوير العلاقات والتعاون في مجال البترول والتعدين والبيئة بين البلدين، وخاصة تشجيع الاستثمارات المشتركة، فيما شارك في الاجتماع من الجانب السعودي مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، والمستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، والمستشار بالوزارة لشؤون الشركات عبدالرحمن بن محمد عبدالكريم، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة البترول والثروة المعدنية، فيما حضره من الجانب الأمريكي سفير أمريكا لدى المملكة جمس سميث. وفى سياق متصل قالت مصادر بصناعة النفط ل«رويترز» إن المملكة باعت 500 ألف برميل من خام الخفجي إلى جي.إس كالتكس الكورية الجنوبية من مخزون في اليابان، وقالت إن الخام المنتج من المنطقة المحايدة للتحميل في فبراير سيشحن من منشأة تخزين تستأجرها أرامكو السعودية في جزيرة أوكيناوا بجنوب غرب اليابان. وإلى ذلك ارتفع سعر خام برنت متجاوزا 113 دولارا أمس، مغيرا اتجاهه الهابط بعد أن زاد انفجار وقع في طهران من المخاوف المتعلقة بإمدادات النفط الإيراني، حيث زاد سعر برنت 28 سنتا إلى 113.56 دولار للبرميل، مرتفعا عن أدنى مستوى خلال الجلسة البالغ 112.78 دولار للبرميل، لكن الخام الأمريكي نزل 14 سنتا إلى 102.10 دولار للبرميل. ويخشى المستثمرون في قطاع النفط من تصاعد التوترات بين الغرب وإيران بدرجة أكبر بعد التفجير الذي جاء في الوقت الذي تسعى فيه أمريكا لإقناع الصين بالمساعدة في جهود تشديد العقوبات على إيران. وكانت أرامكو السعودية أكبر منتج للنفط في العالم بدأت شحن الخام إلى أوكيناوا في فبراير 2011 ضمن اتفاق مع مؤسسة النفط والغاز والمعادن اليابانية التي تديرها الدولة لتخزين نحو 3.8 مليون برميل من الخام هناك لمدة ثلاثة أعوام. وفي حين كان هدف أرامكو الأساسي هو تحسين حضور المملكة في أسواق جنوب شرق آسيا، إلا أن مخزون أوكيناوا يتيح أيضا منصة لزيادة الصادرات إلى أمريكا أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم وهو ما حدث بالفعل في الصيف الماضي.