بمجرد خروج أنباء منتصف الأسبوع الماضي إلى العلن، عبر وسائل إعلام أمريكية وغربية، بشأن طلب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح زيارة أمريكا من أجل «علاج طبي متخصص» عبر اتصال بالسفارة الأمريكية في صنعاء، تأججت ثورة جديدة في عدد من المدن اليمنية خصوصا العاصمة صنعاء، سميت ثورة «طرد الفاسدين»، حيث بدأت عبر المؤسسات الحكومية عبر اعتصامات الموظفين، وتستهدف أنصار صالح «المتهمين بالفساد المالي والإداري، من المؤسسات التي يديرونها منذ سنوات طويلة». السلطات الأمريكية تفاعلت سريعا مع تقارير تناولت موافقة بالسماح لصالح بدخول أمريكا للعالج، وقالت إنها «تقارير عارية عن الصحة». وذكر نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنيست حينذاك، أن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يدرسون طلب صالح ولم يتخذ قرار بهذا الشأن بعد. وكانت صحيفة تيويورك تايمز نسبت إلى أحد المسؤولين القول، إنه «سيسمح لصالح بدخول الولاياتالمتحدة». كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن هويته، أن مكتب الرئيس صالح اتصل بالسفارة الأمريكية في صنعاء، وأعرب عن رغبته في زيارة أمريكا من أجل العلاج، وأضاف المسؤول أن طلب صالح «قيد النظر الآن». ويوم أمس، احتشد معارضو نظام صالح في ساحات صنعاء وإب وتعز وغيرها، وكان هدفهم الأساسي «المطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح وكبار معاونيه، ورفض منحهم أي حصانة من الملاحقة القضائية». وفي الوقت الذي اختفت التظاهرات المؤيدة لصالح، تجمع أنصاره في مسجد الصالح بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في جمعة سموها «وإن عدتم عدنا». واشنطن خلال أحداث أسبوع ثورة «طرد الفاسدين»، التي بات الشباب اليمني يتعامل معها بذهنية أشبه ب«النظرة القبلية» مع دعم واع نسبيا من النساء، دعت يوم الاثنين الماضي السلطات اليمنية إلى ممارسة ضبط النفس في مواجهة المتظاهرين اليمنيين. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث البيت الأبيض، أن جون بيرنانت كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لممارسة «أقصى درجات ضبط النفس». وقال المتحدث أن بيرنانت دعا، خلال اتصال هاتفي مع منصور، جميع الأطراف اليمنية إلى «الامتناع عن القيام بأفعال مستفزة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف». يذكر أن الرئيس اليمني قال يوم السبت الماضي، إنه سيغادر إلى أمريكا؛ من أجل تهدئة التوتر السائد في بلاده، وأضاف أنه لا يسعي للحصول على رعاية طبية هناك. وكان صالح وقع اتفاقا في شهر نوفمبر الماضي، يقضي بنقل صلاحياته إلى نائبه ويعد بالتنحي عن السلطة بحلول فبراير المقبل، مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة القضائية. لكن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت مظاهرات خلال الأيام الماضية، تدعو إلى محاكمة صالح وعدم تمتعه بالحصانة .