بالفعل يجب أن يكون محمد نور نجما تاريخيا بالنسبة إلى الاتحاديين، ويستحق أن يتلقى الإشادات و«القبلات» من كل حدب وصوب.. لأنه استطاع بذكائه وحنكته أن يجعل من فريقه الاتحاد المتضرر الأكبر من تحكيم مباراته مع الهلال، وذلك عندما كرر أسلوبه الشهير في الاعتراض على الحكام بطريقة تقنع الجميع بأنه مظلوم ويستحق ركلة جزاء.. بينما يعلم علم اليقين أنه أجاد الدور وضحك على جماهير ناديه قبل الآخرين..! مثل هؤلاء اللاعبين يعلمون أن الجماهير «حركة تجيبها وحركة توديها».. وبالتالي من السهل أن يسيطر على عقولهم ويمرر عليهم جميع المشاهد التي يريدها.. وبالفعل نجح في ذلك أيما نجاح.. حيث خرجت الجماهير الاتحادية غاضبة على التحكيم وراحت تكيل السباب والشتائم للهلاليين، بل إن أحدهم حلف بالله فضائيا بأن هناك ركلة جزاء صريحة لمحمد نور.. مثل هذه الجماهير سهل جدا أن تضحك عليهم .. وتغير من اتجاهاتهم.. لأنهم وطنوا أنفسهم سنوات على عدم الاقتناع بما يشاهدونه.. بل بما يسمعونه وما يقوله فلان أو علان.. وبسبب حركة نور واعتراضه على الحكم.. أصبح الهلال هو المستفيد من التحكيم.. رغم أن جميع اللقطات أظهرت أن نور مثل على الحكم.. وضحك على جماهيره.. في حين أن الإخراج التليفزيوني فشل في إقناعنا بكرة الفريدي التي أنقذها السعيد بيده أمام المرمى الاتحادي.. ولعل من شاهد ردة فعل الجماهير الهلالية ثم الاتحادية في برنامج الملعب يدرك الفروقات الكبيرة بين جماهير الأزرق التي دائما تتحدث عما يخص فريقها.. وبين الجماهير الاتحادية التي لم تتطرق لفريقها أبدا، بل إنها تفرغت للإساءة للهلال والنيل منه كيفما شاءت، خاصة في ظل ضياع القناة الرياضية وفشلها في تحديد الصالح للعرض من عدمه.. والمشكلة الحقيقية أن يصر المذيع المتميز عادل الزهراني على الدفاع والتبرير لخطأ شنيع ارتكبته القناة.. ويقول «نحن نعلم ماذا نفعل». ولا أدري هل شاهد الزهراني اللقطة قبل عرضها حتى يدافع عن اجتهادات زملائه الخاطئة.. صدقوني إننا بحاجة إلى تكريس ثقافة الوعي عند الجماهير.. بدلا من منحهم الفرصة لتفريغ شحناتهم بهذه الطريقة المتعصبة التي أججت الجماهير بطريقة لا تمت للاحترافية بصلة..!