مع أني لست من متابعي «كلام نواعم» بنسخته العربية إلا أن نظرة إحدى المذيعات الجدية وهي تقول إن الوقت قد حان لمناقشة مشاكل الشباب السعودي جعلتني أتوقف كي أعرف ما هي هذه المشاكل التي يفترض أن تعبر عن مشاكلي أنا أيضا.. وإذا ببعض الفتيات يشكون حالهن وما تضيق به أنفسهن من قلة المتنزهات والأماكن العامة والترفيهية التي يمكنهن قضاء أوقاتهن بها، وتتذمر إحداهن عن عدم وجود ما يساعدها على قضاء وقت «البريك» بين المحاضرات في الجامعة الذي قد يصل أحيانا إلى أربع ساعات متواصلة، فلا تجد بديلا عن «الكوفي شوب» كمأوى تمكث فيه مع صديقاتها! انتظرت من إحدى المذيعتين السعوديتين أن تعطي قائمة من الحلول لهذه المشكلة العويصة، ومن هذه الحلول «المطالعة» التي يلجأ إليها طلبة الجامعات في معظم أنحاء العالم! وقت البريك يا عزيزتي هو فرصة الطالب الوحيدة لدخول مكتبة الجامعة للتصفح ومطالعة الكتب والمراجع المتعلقة بتخصصك وغير تخصصك.. وتوفر معظم الكليات والجامعات قاعدة بيانات مجانية للطلبة لا يعرف عنها أحد! اقض وقتك في إنهاء أبحاثك ومشاريعك الدراسية إن كان وقت الفراغ طويلا لهذه الدرجة.. «وعلى سيرة» البريك أذكر أن إحدى زميلات الدراسة الجامعية كانت تدرس البكالوريوس وتحضر الماجستير عن بعد في نفس الوقت.. وما لا تعرفينه أن وقت البريك كان هو فرصتها في تحضير رسالة الماجستير! أما الأخرى فتشكو الجامعات الحكومية التي تشترط الحصول على معدلات مرتفعة «ولو أنها غير خيالية».. ولم يكن من إحدى المذيعات إلا أن ترد «طيب ذاكري»! أعتقد أنه متطلب طبيعي وعقلاني لا تحتكر فكرته الجامعات السعودية وحدها وإنما كل جامعات العالم الحكومية وبعض الجامعات الخاصة أيضا! لم يشف غليلي أي طرف من الأطراف، لا من الشباب المتذمر ولا من المذيعات.. فلطالما ظننت أن مشاكل الشباب الكبرى هي مثلا في تأثير ثورة الاتصالات أو في التناقض بينهم وبين الموروثات القديمة، أو عدم إشراكهم في عملية صنع القرار أو في البطالة وغير ذلك الكثير! أما أن يتحول وقت البريك لمشكلة الشباب فعليه العوض ومنه العوض!