أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح آل الشيخ، أن المرابطة بمعناها الواسع السعي في تعليم القرآن الكريم، وتوسيع حلقاته، وتكثير حملته وحفظته والعالمين بتجويده وتفسيره من أعظم ما يرغم الأعداء ويقلقهم. وشدد خلال افتتاحه في محافظة جدة أمس، أعمال الملتقى العلمي الأول للمعاهد العلمية القرآنية تحت عنوان «مخرجات المعاهد العلمية القرآنية.. الواقع والمأمول»، وتخريج طلاب الدبلومات التعليمية بمعهد الإمام الشاطبي، على ضرورة تلاقح الأفكار وأهمية الاطلاع على التجارب في النهوض بأي عمل لأن الإنسان من طبيعته أنه لا يتصور الشيء تصورا كاملا «فكرة هذه الملتقيات العلمية تأتي للوصول إلى النهوض بالمعاهد القرآنية ليكون معلم القرآن ومتعلمه حفظا وتلاوة وتجويدا وتفسيرا كل بحسبه ليكونوا على مستوى نأمل معه الأمان العلمي في نقل القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم واجب أن يقرأ كما أنزل، فلا بد أن يكون هناك اتباع وهذه مرحلة نريد أن نصل إليها في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم عبر النهوض بالمعلم، والنهوض بالمعلم يكون عبر النهوض بهذه المعاهد العلمية المتخصصة». وأبان آل الشيخ أن معهد الإمام الشاطبي أعطى خلال التسعة أعوام الماضية الدبلوم لعدد 580 من معلمي القرآن الكريم بالقراءات من الرجال والنساء، داعيا مسؤولي المعهد لوضع الدراسات اللازمة لتحويل المعهد إلى كلية متخصصة تخرج معلمين للقرآن، مؤكدا أن هذا النوع من المخرج لا مثيل له في الكليات الموجودة حاليا، لأنها تخرج متخصصين في القرآن وعلومه وفي التفسير والقراءات. وحث القائمين على معهد الإمام الشاطبي وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة على الاهتمام بدعم أعمالهما والنهوض بمستوى المعاهد القرآنية عبر الملتقى الأول العلمي للمعاهد العلمية، مطالبا إياهم بالاستمرار في المسيرة كما فعل الأولون وعد الزهد في تعليم القرآن أو تعلمه أو البذل فيه «الزهد والملل طبيعة للإنسان لكن لا ملل ولا زهد في نصرة هذا القرآن وجعل الأوقات له». وأعرب آل الشيخ عن طموحه أن تكون هناك نهضة حقيقية في معاهد تعليم القرآن الكريم، أو بالمعاهد القرآنية عامة سواء كانت لتعليم أو لتخريج معلمين، وأن يكون هناك خلال عشرة أعوام تغيير كبير نوعي إداري في هذا الصدد بأن تكون كليات، لأن الذين يتخرجون بمعنى الكلية يتخرج منه متخصص المعاهد القرآنية يتخرج منها متخصص، وهي تعطي تخصصا يصل إلى خبرة أصحاب الشهادات العليا في الماجستير والدكتوراه. وشدد على أنه لزام على الجميع في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وكل ما يتصل بالدين وبالشريعة وبالأعمال العلمية الاتجاه إلى التخصص الدقيق، وخاصة في القرآن لكي نوفر للأمة غطاء مهما لتعليم القرآن وتعلمه. من جهة أخرى، حضر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في مقر الغرفة التجارية مساء أمس، الحفل الذي نظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية بمحافظة جدة بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسه. وشدد على أن النجاح في الدعوة لا يمكن أن يتحقق بإدارة ضعيفة أو قاصرة أو غير واعية، أو بعدم تكامل إداري بين العاملين في أي قطاع، مطالبا بتطبيق «بطاقة الأداء المتوازن» التي نفذها المكتب، وتم تعميمها على المكاتب التعاونية، ليكون هناك تقييم داخلي وخارجي، تكون معه الوزارة مسهمة إسهاما جيدا في تطوير عمل هذه المكاتب. وأكد آل الشيخ أن المكاتب التعاونية تمثل العمود الفقري لعمل الوزارة في الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، مضيفا أن الدعوة والإرشاد في عمل هذه المكاتب يناط به تنظيم الدورات العلمية والملتقيات الترفيهية والدعوة العامة والخاصة لأهل الإسلام وللقطاعات وللشباب وللصغار والنساء، مبينا أن التكامل بين الجهة الحكومية وبين الجهات الأهلية ضرورة اليوم في أي قطاع، ولا يمكن أن يكون هناك نجاح باستقلال الحكومة أو الجهات الأهلية بأعمالها، مضيفا أن التكامل ضرورة لا مناص عنها، ولا يمكن للدعاة، أو للشباب، أو لمن يريد الوصول إلى أهداف خيرة محددة تنفع المجتمع في أي مجال إلا بأن يكونوا مع الدولة في رباط واحد يستفيدون هم من الإمكانات والتنظيمات ويكون لهم مرجعية واضحة، وتهيأ لهم السبل. وأوضح آل الشيخ أن عدد المكاتب التعاونية في عموم المملكة تزيد على 300 مكتب، حيث تؤدي دورا تخصصيا وهي مكاتب أهلية خيرية ليس المقصود منها الربحية، ولا تنظم أعمال موظفيها الجهة الحكومية. وبين أن الوزارة بحكم إشرافها على هذه المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات تعترف لها، وتسجل لهذه المكاتب الاحتراف الدعوي في توعية الجاليات؛ لأن توعيتهم ليست بالأمر السهل من ناحية طريقة تعاملهم، والحوار، وكيفية التعاطي معهم فيما يوصلهم إلى البحث عن الحقيقة وعما يدخلهم في هذا الدين، وهذه عملية ضخمة وكبيرة، وأضاف «في جولاتي بالعالم لا توجد جهات متخصصة لها نتائج في دخول عدد كبير في الإسلام مثل ما يوجد في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في المملكة»