سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ،يفتتح أعمال الملتقى العلمي الأول للمعاهد العلمية القرآنية
أفتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ، الليلة الماضية في محافظة جدة أعمال الملتقى العلمي الأول للمعاهد العلمية القرآنية تحت عنوان: (مخرجات المعاهد العلمية القرآنية : الواقع والمأمول) وتخريج طلاب الدبلومات التعليمية بمعهد الإمام الشاطبي . وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة ، بدأ بتلاوة القرآن الكريم ، ثم ألقى مدير المعهد الدكتور نوح بن يحيى الشهري كلمة حمد الله أولاً بأن تفضل علينا وأصطفانا لخدمة أعظم كتاب وأن جعلنا في هذا الركب المبارك ركب أهل القرآن ، ثم الشكر لكل من أسهم في بناء هذا المعهد الذي كان بالفعل حلماً بفضل الداعمين ، مشيداً بجهود معهد الإمام الشاطبي التي هي جهود في نظرنا وفي رؤية إخواني وزملائي في المعهد تبقى قاصرة ، سائلاً الله أن يبلغنا طموحنا في خدمة هذا الكتاب ، كما شكر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جده التي احتضنت هذا المعهد ، ودعم فضيلة رئيس الجمعية عندما انتهت لجنة المناهج في جمعية منطقة مكة في ذلك الحين فأستأذنته بالبدء في هذا البرنامج بدون تردد رغم قلة المال وقلة العدد وعدم وجود كثير من الأفكار والخطط إلا أننا قلنا في ذلك الوقت أن أي عمل لكتاب الله سيبلغه الله. وأضاف الدكتور الشهري بالفعل بدأت تلك الدفعة وبدأت تلك الأعمال ثم الشكر للمتخرجين من المعهد الذين نتشرف اليوم لتخريج دفعتين الثامنة والتاسعة بدبلوم إعداد معلمي القرآن ، والدفعة الأولى لدبلوم القراءات وهؤلاء هم بناة المستقبل وثمرة المعهد ، شاكراً جميع الحضور والمشاركين في جلسات هذا الملتقى. ثم شهد الجميع عرضاً لفيلم وثائقي عن المعهد ، ثم ألقى المشرف العام على الملتقى ورئيس جمعية (خيركم) المهندس عبدالعزيز حنفي كلمة قال فيها : إن القرآن الكريم هو كتاب الله وطريق هدايتها في كل جانب من جوانب حياتها ، كما قال تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً } ، وأهل هذا الكتاب الكريم هم أهلُ الله وخاصّتُه ، كما قال ذلك نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم- ، ووصف معلٍّمي القرآنِ ومتعلٍّميه بأنهم خيارُ الأمةِ فقال عليه الصلاة والسلام : " خيركم من تعلم القرآن وعلّمه " ، ولقد شهدت السنواتُ الأخيرةُ في بلادنا الحبيبة إقبالاً كبيراً من الذكور والإناث والصغار والكبار على تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه رغبةً منهم في التحصُّل على الخيريّة التي بشًّر بها حبيبُنا- صلى الله عليه وسلم - . ثم استعرض المهندس حنفي فكرة الملتقى والأهداف التي دعت الجمعية ممثلة بمعهد الإمام الشاطبي إلى تنظيمه ، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة للملتقى تلقت ستة وعشرين بحثاً تم تحكيمها وتقويمها حسب المعايير العلمية المتبعة ، مؤملاً أن يحقق هذا الملتقى الأهداف المرجوة منه والتي تتمثل في تطوير البرامج التعليمية والتدريبية في معاهدنا وتطوير كفايات معلم القرآن الكريم ، وتحقيق التكامل بين المعاهد القرآنية واقتراح الحلول للتحديات التي تواجه تلك المعاهد . وتقدم رئيس جمعية جدة في نهاية كلمته بالشكر لمعالي الوزير الشيخ صالح ابن عبد العزيز آل الشيخ على رعايته لهذا الملتقى ، كما شكر كل من أسهم في إنجاح هذا الملتقى وشارك في دعمه بجهد أو مال أو رأي ، خاصاً بالشكر مؤسسة السبيعي الخيرية ، ومؤسسة الراجحي الخيرية على دعمهم للملتقى ، سائلاً الله أن يجعل هذا الملتقى نقطة انطلاق نحو آفاق واسعة للمعاهد التابعة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة . ثم دشن معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ المشروعات الجديدة للمعهد ، والقى كلمة قال فيها : أجدني في هذه الليلة في قصور بين هذه الثلة الكبيرة قدرا ، وإن كانت المنزوية ذكرا من علمائنا بالقرآن الكريم ومن مسانديهم ومعاونيهم والمجاهدين للأعداء بهذا القرآن قال تعالى : {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا} وحقيقة فإن من أعظم ما يرغم الأعداء ويقلقهم وهو من المرابطة بمعناها الواسع السعي في تعليم القرآن الكريم ، وتوسيع حلقاته ، وتكثير حملته وحفظته والعالمين بتجويده وتفسيره فإن هذه مراغمه كبيرة ورباط عظيم في سبيل الله - جل وعلا- ، فهو عماد من حيث التعبد بتلاوة كلام الله – تعالى - ، ومن حيث التعبد بإقرائه وتعليمه وتعلمه ، وهو عبادة أيضاً من جهة أنه جهاد في سبيل الله بالمعنى الواسع. ودعا معاليه الله لهم أن يجزيهم عنا وعن هذه الأمة خير الجزاء ، فبكم يحفظ الدين وبكم ينقل القرآن طرياً ، كما أنزل إلى الأجيال جيلا بعد جيل ، وقال : هنيئا لنا وفخرا أن وجد فينا هذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وهذا المعهد المتميز (معهد الإمام الشاطبي) في محافظة جدة أحمد الله تعالى حمداً كثيراً متواترا وأشكره سبحانه على فضله ونعمائه ،ثم إني لأشكر إخوني الأعزاء العاملين الصامتين بحكمة وروية وحسن تدبير وتخطيط . وأبان معاليه أنه في هذه السنوات التسع الماضية أعطى معهد الإمام الشاطبي الدبلوم لخمسمائة وثمانين من معلمي القرآن الكريم بالقراءات -ولله الحمد - من الرجال والنساء وهذا خير عظيم أن يكون على هذا المستوى أو ما يقاربه ، فهذا جهد يستحق معه الثناء وأيضا أطلب أن لا يبقى هذا المعهد معهداً فلعل أخي العزيز المهندس عبدالعزيز حنفي والدكتور نوح ابن يحيى الشهري والإخوة جميعا أن يضعوا الدراسات اللازمة ؛ لتحويل هذا المعهد إلى كلية متخصصة تخرج معلمين للقرآن ، وهذا النوع من المخرج لا مثيل له في الكليات الموجودة هذا اليوم فالكليات تخرج متخصصين في القرآن وفي علوم القرآن وفي التفسير في القراءات أنه فضل كبير وخير لهذه الأمة نرجو أن يتحقق ذلك في منظورنا القريب إن شاء الله تعالى . وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن هذا الملتقى يجمع المعاهد القرآنية في المملكة العربية السعودية المتعددة في أكثر من منطقة من مناطق المملكة ما بين معاهد تجمع تخصص الرجال والنساء وبين معاهد الرجال وبين معاهد خاصة بالفتيات وهذا لاشك أنه يكون معه التباين في المستوى و في الواقع وفي المخرجات وفي المتخرجين لأن التباين في المستوى هذا طبيعة بشرية في مستوى الأداء لهذه المعاهد وفي مستوى المتخرجين ومن هنا جاءت فكرة هذه الملتقيات العلمية لعلم المعاهد ملتقى العلمي الأول للمعاهد القرآنية حتى يكتسب بعض من خبرة البعض الآخر وحتى يكون هناك دراية على رؤية الأمثل وعلى النهوض بمستوى هذه المعاهد . وشدد معاليه على ضرورة تلاقح الأفكار وأهمية الاطلاع على التجارب في النهوض بأي عمل لأن الإنسان من طبيعته أنه لا يتصور الشي تصورا كاملا إلا إذا راه أو رأى مثله أو رأى ما يقاس عليه ، وتأتي فكرة هذه الملتقيات العلمية للوصول إلى هدف وهو النهوض بهذه المعاهد القرآنية ليكون معلم القرآن ومتعلم القرآن حفظا وتلاوة وتجويدا وتفسيرا كل بحسبه ليكون هؤلاء على مستوى نأمل معه الأمان العلمي في نقل القرآن الكريم لأن القرآن الكريم واجب أن يقرأ كما أنزل ، قال تعالى : { فإذا قرأناه فأتبع قرآنه} فلابد أن يكون هناك إتباع وهذه مرحلة نريد أن نصل إليها في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم عبر النهوض بالمعلم ، والنهوض بالمعلم يكون عبر النهوض بهذه المعاهد العلمية المتخصصة . وحث معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ القائمين على معهد الإمام الشاطبي وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة على الاهتمام بدعم أعمال المعهد والجمعية وعلى عاتقهم النهوض بمستوى المعاهد القرآنية عبر هذا الملتقي الأول العلمي للمعاهد العلمية ، شاكراً إياهم ولجميع اللجان العاملة التي نظمت لهذا لملتقى ، والشكر والثناء على الباحثين الذين قدموا ورقات العمل وللمشاركين بجهد في ورشة العمل . وطالب معاليه من مسؤولي المعهد والجمعية الاستمرار في المسيرة كما فعل الأولون ولا نزهد في تعليم القرآن أو تعلمه أو البذل فيه ، لأن الزهد والملل طبيعة للإنسان لكن لا ملل ولا زهد في نصرة هذا القرآن والإهتبال فيه وجعل الأوقات له ، كما دعاهم إلى خدمتهما بحسن التنظيمات الإدارية ، فإنه لا نجاح في عمل إلا بإدارة جيدة والإدارة الجيدة - والله الحمد- متوفرة في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في عموم مناطق المملكة ، وفي ذلك نطمح أن يكون هناك نهضة حقيقية بمعاهد تعليم القرآن الكريم ، أو بالمعاهد القرآنية عامة سواء كانت لتعليم أو لتخريج معلمين ، وأن يكون عندنا خلال عشر سنوات في تغيير كبير نوعي إداري في هذا الصدد حق المعاهد القرآنية أن لا تكون معاهد بل يجب أن تكون كليات ، لأن الذين يتخرجون بمعنى الكلية يتخرج منه متخصص المعاهد القرآنية يتخرج منها متخصص ، وهي تعطي تخصص يصل إلى خبرة أصحاب الشهادات العليا ماجستير والدكتوراه. وشدد معاليه على أنه لزام علينا في جمعيات تحفيظ القران الكريم وفي كل ما يتصل بالدين وبالشريعة وبالأعمال العلمية أن نتجه إلى التخصص الدقيق ، وخاصة في القرآن لكي نوفر للأمة غطاء مهماً لتعليم القرآن وتعلمه ، سائلاً الله أن يوفق الجميع وأن يجزي المشايخ العاملين في هذا السبيل خير الجزاء ، شاكراً القائمين على مؤسسة محمد وعبدالله بن إبراهيم السبيعي جهدهم بتمويل برامج التقنية ورعايتهم لكثير من أعمال هذه الجمعية ولكل العاملين معنا والمتبرعين في ذلك سائلاً الله -جل وعلا- للجميع الهدى والسداد ، ويجعلنا ممن تعاون على البر والتقوى وجاهد في الله حق جهاده ، ورفع لهذا القرآن منار فالله الله أيها الأخوة لا نزهد في تعليم القرآن ولا في البذل فيه فهو أحق حقا ما بذلت فيه الأنفس والمهج وما بذلت فيه الأوقات ، وما بذل فيه المال فهو كلام الله - جل جلاله - وتقدست أسمائه ، وهذا كتاب الله - جل جلاله- حجة لمن قام به ومن أخذه كعلم وعملا ونصره وحجة على من تركه . ثم كرم معاليه خريجي المعهد .