بعيدا عن الأضواء وملاحقة الفلاشات، يعيش عدد من المواهب الفنية الشابة التي تؤكد أن الوسط الفني السعودي ولاّد في الفن والطرب، إلا أن هذه المواهب تتعثر في منتصف الطريق لأسباب عدة، من أهمها اختفاء الداعم، وعدم وجود مساندة مادية ومعنوية لهم، على الرغم من امتلاكهم كل المقومات التي يحتاج إليها الفنان لكي يصل إلى مصاف النجوم.. وهنا نستعرض عددا من المواهب الفنية السعودية الغائبة محليا وتسجل حضورا كبيرا في عدد من المناسبات في الخارج، ولم يدب اليأس في قلوبهم، على الرغم مما عانوه من تجاهل، واختاروا مواصلة فنهم ولو في المحيط الضيق «الأصدقاء والأقارب».. «شمس» أشرقت عليهم فتحدثوا إليها عن قصص وحكايات واجهتهم.. قدمت الموروث في أكثر من 30 دولة في البداية، تحدث الفنان الشاب حسين الشبيلي عن تجربته الفنية، وقال: «علاقتي بالفن بدأت منذ الصغر؛ فأنا أعزف على آلتي العود والأورج، وشاركت في عدد من المناسبات، وكان لي عدد كبير من المشاركات الخارجية»، وأضاف «سافرت إلى أكثر من 30 دولة في العالم؛ من أجل تمثيل الموروث السعودي من الجنوب والشمال والشرقية والغربية والمنطقة الوسطى، حيث مثلت السعودية في الأيام الثقافية هناك، مع وفد وزارة الثقافة والإعلام، وما زلت أعمل من أجل تقديم الموروث السعودي بصورة جميلة، وسنويا لي مشاركات في مهرجان الجنادرية، وأصرف على موهبتي وآلاتي الفنية أكثر من نصف راتبي شهريا». وذكر الشبيلي، أنه بحكم عمله في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية كان من السهل عليه ممارسة فنه وهواياته التي تثري الحركة الشعبية السعودية، بدعم من المسؤولين في الوزارة. وأكد حسين، أنه سبق أن طرق أبوابا كثيرة؛ من أجل الوصول في الساحة الفنية، لكن دون جدوى؛ لذلك أنشأ استديو خاصا له، يسجل فيه أغانيه وقصائده، ويوزعها على المنتديات الإلكترونية مجانا. انطلاقتي من خارج الوطن وبحال ليست بأفضل من حال سابقه، تحدث الفنان سامي حكمي الذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية له فنيا بدأت منذ وقوفه على مسرح «بصرى» في سورية عام 2000 أمام 25 ألف متفرج، وأضاف «على الرغم من صغر سني وقلة خبرتي وقتها، إلا أني حظيت بتفاعل كبير من الجمهور، خاصة أنني متيم بآلتَي العود والكمان، وحصلت على إشادة من الفنانة باسكال مشعلاني، بعدها توالت مشاركاتي الفنية، كان آخرها الأيام الثقافية في اليمن عام 2009» وواصل «حاولت أن أطور نفسي أكاديميا وموسيقيا، فالتحقت بمعهد الموسيقى العربية، ودرست في قسم الموسيقى الحرة لمدة عام، وشاركت في عدد من البرامج، منها ما كان في مصر والسعودية والبحرين». وذكر سامي، أنه تم قبوله أثناء تقدمه للاختبار في برنامج «ألبوم» الذي عرض على قناة إم بي سي، وعندما تمت إجازته، وكان يستعد للسفر فوجئ باتصال من القائمين على البرنامج يعتذرون له عن عدم المشاركة، مبينا أنه لا يملك واسطة فنية، على الرغم من قدراته التي أشاد بها الملحن سراج عمر، على حد قوله. وعن حضوره الإعلامي، أوضح سامي، أنه صور مقابلة لبرنامج «مساحة حرة» الذي يعرض على قناة النيل الفضائية، ويعتمد في فكرته الأساسية على اكتشاف المواهب الفنية، وإظهارها على الساحة، كما شارك في أغنية لبرنامج «صدى الملاعب» على قناة إم بي سي، وفي مهرجان الشباب على إذاعة جدة. ووجَّه سامي شكره وتقدير إلى داعميه عبدالله الجارالله وأحمد المسرحي وعثمان محبوب، الذين يستمع إلى توجيهاتهم، وكلماتهم التي يعتبرها بلسما وخير محفز له، بعيدا عن الأضواء.