فرق الدكتور علي بن حمزة العمري عضو رابطة علماء المسلمين ورئيس منظمة فور شباب بين منهج ومنهجية السلف، معتبرا أن ممارسات التيار السلفي بحاجة إلى إعادة تقويم خاصة تلك الجماعات التي تدعي تمسكها بالسلفية كشعار، بينما سلوكها الحقيقي لا يعبر عن ذات المفهوم العام، مؤكدا أن منهج السلف الصالح هو الكتاب والسنة، وهو منهج كل المسلمين، بكل أسمائهم وأحزابهم التي تعتقد ذلك. ولذا، فإنه لا مزية لأحد على أحد، ولا فضل لأحد على أحد في ابتكار هذا المنهج، أو احتكار التسليم له. وأما «منهجية» السلف، فهي الطريقة التي تعاملوا بها مع النصوص، والأساليب التي اتخذوها لمناصحة أو مواجهة المخالف، وهذه «المنهجية» بعضها موافق لروح القرآن والسنة، وبعضها منحرف عنها، ما أدى، في بعض مراحل التاريخ المهمة، إلى جرائم وقتل وتطرف من قبل بعض السلف على بعض، بتأويلات باطلة، وتحجرات قاسية، ليست من الاختلاف المشروع في شيء. وأوضح العمري أن السلف جيل صالح في أغلبه، كما أنه جيل فيه تجاوزات بل مشكلات في مراحل، لم يحدث عشر معشارها من نتائج الاختلاف في الجيل الصحوي المسلم المعاصر. بينما «السلفية» المعاصرة، هي مجموعات مختلفة ومتباينة، منها ما يدعى باسم «السلفية» احتكار طريقة منهج السلف، وتكريس الاهتمام، بظنهم، الاعتقاد أو التوحيد وتحييد ذلك في المتشابهات، بل وإقحام فروع فقهية كمعتقدات. ومنهم قوم بعيدون عن فقه الشريعة ومقاصدها، بل هم قراء لظواهر النصوص، ومنغلقون على كتب بعينها، بل تفسيرات محددة لا يتجاوزونها، وفتاوى مقننة لا يتعدونها وإن خالفت النصوص التي بطبيعة الحال لا يعرفونها بسبب اختياراتهم الثابتة، وهي في الأعم الأغلب تدرس أبواب «السياسة الشرعية» محصورة ما بين طاعة ولي الأمر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. وثمة طائفة تقول إنها «سلفية» تهتم بمزيج من الاهتمامات المحسوبة على التيار الدعوي السياسي، والعلمي الشرعي. أو ما يسمى ب«السلفيين» الذين قسموا الناس والدعاة، وحرموا عليهم ما أحل الله، وشغلوا الناس بفروع فقهية، وغفلوا بل ماتت خلايا تفكيرهم عن القضايا الشرعية الكبرى والوقائع العظمى في الأمة، فما هم من السلف في شيء. أقول ذلك: ليفرز من هؤلاء وهؤلاء أصحاب المنهج السلفي، الذين يدينون لله بمنهج الكتاب والسنة، والاستهداء بالمنهجية الشرعية لسلف الأمة.